رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

سمكرة بشرية.. النصب بالحجامة!

العلاج بالحجامة يلجأ إليه الكثيرون من بسطاء الناس للتخفيف من آلام المرض بعد أن ضاقت بهم السبل عند الأطباء المتخصصين بسبب أجورهم المرتفعة، وفشل بعضهم في التشخيص ووصف العلاج الناجح، وللأسف الشديد فقد إقتحم سوق الحجامة غير المتخصصين من خريجي كليات التربية الرياضية وأطباء التخدير والعلاج الطبيعي.. 

 

وكل منهم يبحث عن سبوبة لجمع المال وتقليب الزبون بلا أي فائدة، والمخزى فعلًا أن وزارة الصحة تتصدر الآن صفوف المتفرجين، ولم تكلف نفسها يومًا في اقتحام هذا السوق العبثي الغريب لضبط أوكار أبطاله المزيفين الدجالين الذين يعلنون بكل جرأة أنهم قادرون على شفاء كل الأمراض المستعصية بواسطة الحجامة.. 

 

ونفذوا بإعلاناتهم المضللة إلى القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، بل ونجحوا في استقطاب العديد من نجوم الرياضة والفن للتصوير معهم وكله يلعب لحساب البيزنس الجديد!


وقد يتساءل البعض ويدافع عن الحجامة بأن لها أساسًا في الطب النبوي، وبأنها مفيدة لكني وجدت الإجابة الشافية عند أهل الطب ونوابغ العلم، فأستاذ الأمراض الجلدية الشهير الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق قالها صريحة بالحرف الحجامة قد تسبب في نزيب للمريض الذي يتلقى علاج سيولة، وربما تودي بحياته في لحظة..

 

موضحًا أنه يجب على أي مريض الذهاب للطبيب المتخصص ليصف له العلاج الحديث المناسب لحالته، فالطبيب وحده هو الذي يفحص المريض ويشخص الحالة ويكتب العلاج، ووظيفة الصيدلي صرف العلاج، أما طبيب العلاج الطبيعي عليه دور متمثل في تنفيذ برنامج تأهيل المريض المحال له من الطبيب البشرى والحجامة كأسلوب شعبي لا يمكن اعتباره علاجًا!! 

 

جهبذ آخر من جهابذة الطب الدكتور حسام موافى أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العينى إنتقد استخدام الطب البدوى أو الحجامة، فلقد تقدمت علوم الطب بشكل متسارع وأصبحت متطورة.. وانتهى عصر العلاج بالحجامة أو الطب النبوي الذي انتهى بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.. 

 

وإذا كان مفهوم الحجامة عن طريق سمكرية مصر هز تسريب الدم عن طريق استعمال الكؤوس كطريقة قديمة كانت تستخدم لعلاج الكثير من الأمراض منذ الجاهلية، فكما رأينا أنها انتقدت الآن بكونها علمًا زائفًا وممارستها دجل ولا يوجد دليل علمى على وجود أي فائدة صحية لها!

رأي دار الإفتاء


ومن الناحية الدينية والشرعية نصحت دار الإفتاء من قبل بالالتجاء إلى الأطباء الثقات وأخذ رأيهم والإلتزام بمشورتهم في هذا الموضوع! والدكتور خالد الجندي -عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- وذكر في إحدى حلقات برنامجه لعلهم يفقهون أن الحجامة من وسائل تضليل الناس، فهى أوهام لا صحة لها، ينتحلها بعض من يدعون أنهم رجال دين.. 

 

وكون النبي ( صلى الله عليه وسلم) قد احتجم لا يعنى ذلك أن الحجامة من الطب النبوى، بل هي طب عربي بدوى وأيده في ذلك الدكتور أحمد كريمة استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، نافيًا من الأساس أن يكون هناك ما يسمى بالطب النبوي، وأن ما ورد في السنة من أخبار عن الطب جاء على سبيل العادات، وما كان يستخدمه العرب في التداوى على عصر رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. ومؤكدًا أن هذه الأمور ليست تشريعًا! 

 

وأعجبني كذلك رأى علمى شجاع لطبيبة مستنيرة جمعت بين العلم والتدين واحترم آراءها تمامًا، وهى الدكتور أمانى عمرو، وهذا رأيها بصراحة في موضوع مقالي، ففكرة الحجامة ببساطة هي احداث جرح وتسيل دماء منه بالتشريط في مكان ألم حتى يغطى ألم الجرح الجديد على الألم الداخلي الذي يشكو منه المريض في نفس المنطقة بعملية خداعية للدماغ بالانتباه إلى موضع الألم الجديد والأشد.. 

 

حتى إن كانت تستخدم أيام الرسول أو قام بها الرسول لنفسه أو غيره.. فالرسول عليه أفضل الصلوات لم يوص بها.. ولن نخوض في أي سنن بشرية قديمة أو حديثة كانت تتبع قديما، فنفس الرسول هو من قال خيركم من تعلم العلم وعلمه.. ولكن هناك الكثير من التجار بالسيرة الشريفة والمنتفعين وهم أبعد ما يكون عن منهج رسولنا في التفكير.. 

 

 

علميًا وطبيًا الآن نحن في ثورة علم من وسائل التشخيص الحديثة للتعرف على طبيعة الألم وعلاجه.. وهو أفضل من التعرض للجروح والملوثات، والأغلبية لم تشف أو عاود إليها موضع الألم الأصلى، والكثير حدث له مضاعفات فقد الدم وتلوث الجروح.. إنها مأساة، يقوم بها مرتزقة رافعين شعار الطب النبوي!!

الجريدة الرسمية