حديث قلب
النصب التذكاري للإبادة الأرمينية
في 24 نوفمبر من كل عام تتجه أنظار المواطنين في يريفان عاصمة أرمينيا لزيارة النصب التذكاري للإبادة الجماعية الأرمنية، وكذلك العديد من الوفود الرسمية من مختلف دول العالم، لزيارة النصب التذكاري والذي أصبح جزءا لا يتجزأ من الهندسة المعمارية في هذه الدولة السياحية الجميلة، لإبداء احترامهم لذكرى الضحايا الأبرياء..
وفي مصر نجح الدكتور أرمين مظلوميان رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في إيصال قصة هذا النصب التذكاري للصحفيين والإعلاميين، وشرح تفاصيل قضية بلاده العادلة.. فلنستمع إلي تفاصيلها:
في يوم 29 نوفمبر من عام 1967، تم افتتاح النصب التذكاري للإبادة الجماعية الأرمنية "تسيتسرناكابيرد" في عاصمة أرمينيا، يريفان وهى أول إبادة جماعية منظمة وممنهجة في القرن العشرين.
وقبل ذلك، في 24 أبريل 1965، تم الاحتفال بالذكرى الخمسين للإبادة الجماعية الكبرى في مختلف البلدان، رافقتها الآلاف من المظاهرات. وطالب المشاركون في المظاهرات التي نظمت في يريفان باحترام ذكرى الضحايا. تلبية لمطالب الجمهور، قرر مجلس وزراء جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية في 16 مارس 1965 بناء نصب تذكاري لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية.
ذكري الإبادة الجماعية للأرمن
منذ عام 1968، في 24 أبريل من كل عام، يزور مئات الآلاف من الأشخاص النصب التذكاري للإبادة الجماعية الأرمنية لإبداء احترامهم لذكرى الضحايا الأبرياء. يزور النصب التذكاري مئات الآلاف من الأشخاص خلال العام، بما في ذلك ممثلو الجالية الأرمنية، بالإضافة إلى وفود رسمية من مختلف دول العالم.
النصب التذكاري للإبادة الجماعية الأرمنية مخصص لذكرى 1.5 مليون أرمني وقعوا ضحية للإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين على يد حكومة تركيا الفتاة في جميع أنحاء أراضي تركيا العثمانية (الإمبراطورية العثمانية).
في عام 1967 منذ الانتهاء من البناء، أصبح النصب التذكاري جزءًا لا يتجزأ من الهندسة المعمارية في يريفان، وتحول إلى مكان للحج. يقع النصب التذكاري على تلة ويبرز من المناظر الطبيعية العامة، وهو في نفس الوقت في انسجام تام مع المناطق المحيطة به، والخطوط العريضة البسيطة للهيكل تنقل روح الأمة التي نجت من الإبادة الجماعية.
تم بناء مجموعة في الساحة المرصوفة بالبازلت، والأحجام المهيمنة لتكوينها المكاني هي قاعة الذكرى ونصب النهضة. القاعة التذكارية عبارة عن مساحة محاطة باثني عشر قاعدة من البازلت المنحدرة. وفي الوسط الشعلة الأبدية لذكرى الضحايا. تقترب الأجزاء السفلية من الواجهات من بعضها البعض عن طريق سلالم تنحدر من جميع الجهات إلى القاعة، حيث محيط الواجهات الحزينة التي تنحني للشعلة الخالدة.
مقابل القاعة التذكارية يوجد نصب هرمي شاهق ومدبب يرمز إلى نهضة أرمينيا. يمثل العمود الذي يبلغ ارتفاعه 44 مترًا ميلادًا جديدًا للأرمن. يوجد في الحديقة المحيطة بالنصب سور يبلغ ارتفاعه 100 متر، نقشت عليه أسماء أشهر البلدات والقرى التي حدثت فيها المذابح.
في عام 1995، تم افتتاح متحف صغير تحت الأرض على أراضي النصب التذكاري، حيث يمكنك العثور على معلومات حول أحداث عام 1915. ويعرض المتحف بشكل خاص عددًا من الصور الفوتوغرافية وبعض المنشورات للمصورين الألمان (حلفاء الأتراك في الحرب العالمية الأولى)، ومن بينهم أرمين فيجنر.
بالقرب من المتحف توجد حديقة حيث يزرع المسؤولون الأجانب الأشجار تخليدا لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية. أقيم نصب تذكاري من الخاتشكار بالقرب من المجمع تخليدًا لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية التي نُظمت في سومجيت عام 1988.