لست وحدي.. بابا حنين (16)
اعترف لك يا رب من كل قلبي لأنك استمعت كل كلمات فمي، بهذه الكلمات اعترف أبينا داود النبي لله في المزمور السابع والثلاثين بعد المائة لأنه استمع لكلماته فمه، ولكن في الوقت الحالي وعندما لا نجد أناسًا يستمعون إلينا، ننسى أنه مازال هناك الله يفتح أحضانه ويميل بأذنيه إلى تضرعاتنا وصرخات قلوبنا المكتومة.
لا أنسى كلمات مثلث الرحمات والطوبى صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث عندما قال في قصيدته الشهيرة غريبًا عشت في الدنيا، عندما قال في أبياتها: "غريبًا لم أجد سمعًا أفرغ فيه آرائي"، فكثيرًا يغلب الحزن قلوبنا ويحطمها ولا نجد من يسمع لهمسات القلب الصارخ في صمت أو يميل بسمعه إليه.
لكن ما يجعل القلب يطمئن، بأن حتى لو لم يسمع البشر إلى كلمات اللسان المنطوقة، فللقلب إله يسمع صوت كلماته المكتومة، ويرى آناته الصارخة في صمت وحزن مستمر، فالله يرى حينما لا يرى أحد، ويسمع حين لا تسمع الناس، ويشعر حتى وأن تجاهلنا البشر من حولنا، فهو العالي والناظر إلى المتواضعات ويسمع لهم بمحبة ويستجيب لدموعهم.
لا تظن يا صديقي أننا هنا في الحياة بمفردنا دون سندِ، ودون رفيق حقيقي يسمع لآهات قلوبنا الحزينة، فالله يرى من أعلى ويدبر أفراح قلوبنا كما دبر أفراح أبونا يوسف البار، وكما أعد تعويضات تليق بأبينا آيوب، لسنا وحدنا لأنه هو أبانا.
Facebook: @PWOfficial