كانت أيام، ليتها ترجع
كانت أيام رائعة، عندما سافرت من لندن إلى القاهرة لمدة ثلاثة أيام للاجتماع أنا وأخي المهندس جمال عبد المعبود -نائب رئيس إتحاد المصريين في أوروبا- بالسادة لواءات وزارة الداخلية وعلى رأسهم اللواء مصطفى راضي مساعد وزير الداخلية لشؤون الأحوال المدنية، من أجل إعطاء الحق للمصري في الخارج في استخراج بطاقته الرقمية من قنصليته في الخارج، ونجحنا في إتمام المهمة بحمد لله، وأنا اشرف بتصميم استمارة طلب المغتربين لبطاقة الرقم القومي.
كانت أيام عظيمة، عندما اشتركت أنا وأخي ولاء مرسي -المتحدث الرسمي بإسم اتحاد المصريين في أوروبا- في لجنة الخبراء الملحقة على لجنة الخمسين لكتابة الدستور برئاسة عمرو موسى، والذي صدر في يناير 2014، سافرت خلالها من لندن إلى القاهرة ذهاب وإياب أربع مرات من سبتمبر 2013 حتى صدور الدستور..
كما كتبت مادتين في هذا الدستور، وهما المادة 102 والمادة 164 وهما المادتين اللتين أتحن الحق للمصري في الخارج في الحصول علي وظائف سيادية مثل وزير أو محافظ، والحق في الترشح لمجلس النواب بصرف النظر عن حصوله علي جنسية أخري بجانب جنسيته المصرية.
كانت أيام نزهو بها، عندما أقمت دعوة قضائية في المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار عبد السلام النجار، تخاصمت فيها الدولة، لإصدار حكم قضائي بأحقية المصريين في الخارج في التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وقد حضرت كل الجلسات وترافعت بنفسي، وانتهت القضية بفوزنا بالأحقية.
كانت أيام لا تنسى، عندما كنا نستقبل الأخوة والأخوات الناخبين في مقار الاقتراع في سفاراتنا بالخارج، وعندما كنا نشرف على سير الانتخابات، وعندما كنا نفرز أصوات الناخبين بأنفسنا.
كانت أيام نفخر بها، ولكننا وللأسف الشديد رفضنا هذه النعمة، وطلبنا من الرئيس عندما شرفنا بلقائه في زيارته الأولى لبرلين، إنشاء وزارة لنا تجمع شملنا، وتعمل على مصالحنا، وتلبي رغباتنا، وقام سيادته بإنشائها.
وكانت الطامة الكبرى عندما تراجع ذوي الخبرة وأرباب الحكمة إلى الوراء حيث تم محاربتهم أشد حرب، وأهينوا أشد إهانة.
وأنا هنا بإسم إتحاد المصريين في أوروبا أطلب من الرئيس السيسي في دورته الجديدة إن شاء الله، إلغاء هذه الوزارة وتخليصنا من كل ما هو غير مؤهل من المسؤلين غير المهتمين إلا بأخذ اللقطة والظهور في الإعلام علي أنهم يعملون بكل جهد واجتهاد، وهم لا يعرفون ما معنى الجهد، وما تعريف الإجتهاد، حتى نرجع إلى الماضي القريب ونعمل بكل ما أوتينا من قوة من جديد.