الاتحاد الأوروبي ينافس الولايات المتحدة في بيع الأسلحة إلى دول القارة العجوز
بسبب وقع الحرب في أوكرانيا وزيادة الطلب العالمي على الأسلحة، يدرس الاتحاد الأوروبي كافة السبل لمنافسة الولايات المتحدة في بيع الأسلحة إلى دول القارة العجوز.
وزادت حكومات الاتحاد الأوروبي الإنفاق العسكري بشكل ضخم عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، لكن صفقات الأسلحة الكبرى ذهبت في معظمها إلى مقاولي الدفاع الأمريكيين على حساب الشركات الأوروبية، بحسب ما ذكرت مجلة "بوليتيكو".
وتدرس المفوضية الأوروبية احتمال نسخ برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكي FMS، وهو النظام الذي يقوم فيه البنتاجون بالدور الأكبر في تأمين مبيعات الأسلحة باستخدام القوة الصناعية الأمريكية، والمزايا السياسية التي تتيحها علاقات واشنطن مع العديد من الدول.
في ذات الوقت، فإن أوروبا ليست لديها خطة أو برنامج مشابه للولايات المتحدة، ما يضع كبرى الشركات الأوروبية مثل إيرباص، وليوناردو، وتاليس، في وضع "غير جيد".
وثيقة تشاورية
وتسعى المفوضية الأوروبية إلى تغيير ذلك النهج، وفقًا لوثيقة تشاورية من 8 صفحات.
الوثيقة الأوروبية تناقش ما إذا كان ينبغي النظر في معادل أوروبي لبرنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكي FMS، لدعم المشتريات من القاعدة الصناعية والتكنولوجية الدفاعية الأوروبية من الدول الأعضاء ودعم الشركاء، بما في ذلك أوكرانيا.
من جانبه، دعا وزير الدفاع الأمريكي حلفاء أوكرانيا إلى بذل الجهود لتدبير مزيد من الأسلحة والذخيرة لكييف لمحاربة الغزو الروسي لا سيما فيما يتعلق بالدفاعات الجوية.
ومن المتوقع أن يقدم تيري بريتون، المفوض المعني بالصناعة في الاتحاد الأوروبي، أوائل العام المقبل، استراتيجية صناعية دفاعية أوروبية للمساعدة في دعم القاعدة التكنولوجية والصناعية الدفاعية بالقارة العجوز.
وتعتبر وثيقة التشاور الأوروبية واحدة من خمس وثائق تم توزيعها على الوفود الوطنية للحصول على وجهات نظرهم بشأن الشكل الذي ينبغي أن تبدو عليه الاستراتيجية.
برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكي
ويتيح برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكي، للحكومات الشراء مباشرة من واشنطن دون الحاجة إلى التوجه إلى شركات الدفاع أولًا، فضلًا عن إمكانية تسريع عمليات تسليم المعدات من خلال الاعتماد على مخزونات البنتاجون.
وحسب دراسة أشارت إليها ورقة المفوضية، فإن 95 بالمئة من المشتريات الأوروبية للمعدات الأميركية منذ بدء الحرب في أوكرانيا، جرت عبر برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية FMS، بقيمة إجمالية تزيد عن 60 مليار دولار.
خطة نظام الإدارة المالية الخارجية للاتحاد الأوروبي ما زالت في مرحلة أولية للغاية، وقد لا ترى النور؛ لأن نتائجها ستعتمد على ردود الفعل من الدول الأعضاء، بحسب "بوليتيكو".
وتكشف ورقة التشاور أن بروكسل تدرك الميزة التنافسية التي يمنحها النظام الأميركي لمقاولي الدفاع في الولايات المتحدة، وتتطلع إلى تزويد الصناعة الأوروبية بالنوع نفسه من الدعم من خلال ضمان أن تصبح العقود بين الحكومات أيضًا هي القاعدة في القارة.
وتمت الإشارة إلى الحصة الكبيرة من الأسلحة الأمريكية في عقود الدفاع الأوروبية على أنها قضية متكررة، وتحتل أولوية قصوى لدى المفوضية الأوروبية.
آلية لجعل الدول الأوروبية تشتري المنتجات الأوروبية
فيما قال بريتون لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إنه يعمل بشكل مستمر حتى يمكن تحديد آلية تجعل الدول الأوروبية تشتري المنتجات الأوروبية.
والشهر الماضي، أعلنت الحكومة الأمريكية عن خطط لبيع صواريخ تزيد قيمتها عن 1.5 مليار دولار إلى الدول الأوروبية من خلال برنامج FMS.
وقد لبّت الولايات المتحدة مطالب إسرائيل بعد أيام من بدء حركة "حماس" هجومًا في غزة لكن الدعم العسكري قد يكون دافعًا لتنشيط مبيعات الأسلحة وفرصة لعلاقات أقوى.
كما وافقت وزارة الدفاع الأمريكية، في وقت سابق من الشهر الجاري، على بيع دبابات القتال الرئيسية "إم 1إيه 2 إبرامز" M1A2 Abrams إلى رومانيا بقيمة 2.5 مليار دولار.
فيما دعا الرئيسان التنفيذيان لشركتي إيرباص وساب، وهما من أكبر شركات الدفاع في أوروبا، الحكومات الأوروبية إلى تقليل اعتمادها على الأسلحة الأمريكية.
واعتبرت المفوضية الأوروبية في الوثيقة، عمليات الشراء الطويلة والمعقدة "عيبًا رئيسيًا" بالنسبة للأوروبيين، ما يجعلهم يفضلون المشتريات الجاهزة من دول خارج الاتحاد الأوروبي.
"نظام الشباك الواحد"
وأشارت الوثيقة، إلى أنه بالمقارنة، فإن استخدام "نظام الشباك الواحد"، الذي يقدم حلولًا سريعة لشراء المعدات الجاهزة يعتبر أبسط بكثير من إطلاق عملية شراء موازية داخل الاتحاد الأوروبي.
وأضافت "بوليتيكو"، إنه بينما تسعى الدول الأوروبية إلى إعادة التسلح في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن السرعة تشكل أهمية جوهرية، كما أن عمليات التسليم السريعة لشركات الأسلحة الأميركية، توفر ميزة تنافسية كبيرة على منافسيها الأوروبيين.
ولفتت المفوضية الأوروبية في الوثيقة إلى البحث عن طرق لبناء مخزونات في أوروبا أيضًا.
ويمتاز الاتحاد الأوروبي بسجل حافل في محاولة استخدام ثقل السوق لأحد أكبر الاقتصادات في العالم في قضايا عدة، بينها تولي المبادرة في شراء لقاحات كوفيد-19، لكنه لم يفعل ذلك حتى الآن في مجال الدفاع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.