ساخرون، غراب البين يكتب: فلوس السجائر والغلاء الفاحش
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله قررت أريح جتتى ساعتين، فوقفت أعلى كشك السجاير بتاع الواد محروس نيكوتين، جلست وانكمشت بين أجنحتى وقبل أن أغمض عيناى سمعت صوت زبون يطلب علبة سجاير ويسأل محروس عن ثمنها، محروس يجيبه بكل هدوء: بـ 65 جنيه.. فيقول له الزبون: ليه يا عم.. دى امبارح كانت بـ 60 فقط..
محروس يقول له: ماهى أول امبارح كانت بـ50 وقبلها كانت بـ 45 وقبلها كانت بـ 40 يعنى لو مش عاجبك ماتشتريش.. الزبون يهرش في أم رأسه ويخرج الفلوس ويقول له طب هات علبة وأمرى لله.. وعموما ربنا يسامحك لأن ربنا مبيرضاش بالظلم.
وهنا أدركت أن الحوار سيطول وإن الليلة دى مفيهاش نوم فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح الزبون يهُشنى ويقول لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر..
فهربت مسرعا ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلك النكد والفقر أم أنك من تُنكد على نفسك وعلى أسرتك ليل نهار؟! يعنى انت بتتخانق كل يوم مع مراتك علشان مصروف البيت وفى نفس الوقت بتشترى كل يوم علبة سجاير بـ 65 جنيه؟!
يعنى بتصرف فى الشهر أكثر من نصف المرتب على السجاير والباقى عايز المدام تدبر بيه مصاريف أسرة مكونة من 4 أفراد؟!
ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زى حضرتك بيظلموا أسرة كاملة علشان خاطر يتكيفوا فى عز هذا الغلاء الفاحش!