رئيس التحرير
عصام كامل

المدرسة مدير

مدير المدرسة هو صاحب أعلى وأهم منصب داخل المدرسة لأنه يعتبر المثل الأعلى والقدوة الذى يحتذى به الطلاب والمعلمين، فهو صاحب مسئولية تطوير الأداء وتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية، فوظيفة مدير المدرسة من أهم الوظائف التعليمية التى يقوم عليها تطوير التعليم، وتعتبر إدارة المدرسة وسيلة لتحقيق أفضل السبل لتنفيذ العملية التعليمية. 

 

فهى عملية تنظيمية تستند على عاملين هما:
أولا، التخطيط.. ويتم التخطيط بالتعاون مع كافة المعلمين داخل المدرسة، لإن إشراك المعلمين في رسم وتخطيط أساليب العمل في المدرسة من أهم عوامل النجاح.

Advertisements


ثانيا، تنفيذ الخطط الموضوعة والإشراف على التنفيذ بدقة وأمانة، فالمدير الناجح هو الذى يستطيع متابعة القرارات والخطط لكى تؤدى دورها الذى وضعت من أجله بالإضافة إلى دراسة نتائج التنفيذ لمعرفة ما أمكن تحقيقه وما ظهر من أخطاء أثناء التطبيق وتحديد طرق العلاج.. 

 

ويعتبر الإشراف التربوى على المعلمين والطلاب من أهم عوامل نجاح المدير وذلك من خلال العلاقة الطيبة بين المدير وكافة المعلمين بالمدرسة، لأن مهمة المدير هى تسهيل وتنظيم العملية التعليمية والتى يكون فيها المعلم هو العامل الحاسم، ويعتبر المعلم هو عمود الخيمة فى العملية التربوية وذلك من خلال التقدير والثناء حتى يقوموا بأداء واجباتهم بارتياح نفسى وفكرى.


فالمدير الناجح يستطيع أن يفعل ذلك من خلال مناقشة المعلم ومحاسبته بصورة غير مباشرة وتنبيهه إلى الجوانب السلبية وبدون أن ينتقص من جهوده. ويشمل أيضًا الإشراف التربوى لمدير المدرسة على سلوك الطلاب وأخلاقهم، وملاحظة انتظام حضورهم ومحاسبة المتأخرين والمتغيبين.. 

 

وكذلك الإشراف على أداء واجباتهم وتشجيع المتفوقين ومحاسبة المقصرين بشكل تربوى وعلمى، مع التواصل بأولياء الأمور لمشاركتهم في كافة مشاكل أبناؤهم الدراسية والسلوكية.


وعلى مدير المدرسة أن يكون مرنًا في تصرفاته غير متسرع في إصدار القرارات وأن يجمع بين العطف والمحبة والحزم في علاقاته مع الطلاب والمعلمين، وأن يكون ديمقراطيًا في تصرفاته وتفكيره بالإضافة إلى التواضع والبعد عن التعالى والغرور.. 

 

وأن يعمل على كسب ثقة المعلمين لتحقيق التعاون بين الجميع، وأن يتجنب كل التصرفات التى تساعد على تكوين تكتلات في صفوف المعلمين وذلك من خلال تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع.


* التحديات التى تواجه إدارة المدرسة

إن العديد من مشاكل الإدارة المدرسية تنتج بسبب قلة المؤهلين للقيادة، فغالبًا ما يتم إسناد مسئولية إدارة المدرسة لبعض المعلمين من ذوى الخبرات القليلة، والتى لا تعتبر كافية للقيام بمهام المدير، كما تعتبر بيئة التعلم لدى الطلاب من أهم التحديات التى تواجه إدارة المدرسة.. 

 

إذ أنه لابد من التجديد والابتكار فى تصميم الغرف الصفية، وأن تكون المناطق الخضراء والحجرات المخصصة لأجهزة الحاسب والتكنولوجيا متاحة لجميع الطلاب، بالإضافة إلى أن قلة التواصل بين العاملين بالمدرسة وأولياء الأمور تؤدى دائمًا إلى سوء الفهم وزيادة المشاكل وأيضًا ضعف العلاقات الإنسانية بين العاملين بالمدرسة.


* كيفية اختيار مدير المدرسة

بالرغم من أن معايير اختيار مدير المدرسة تخضع للقانون 155 لسنة 2007 والتى تحدد اختيار أفضل المرشحين لتولى هذا المنصب، إلا أنه لازالت كثير من المدارس تعانى من هذه الاختيارات وذلك لعدم قدرة الوزارة على تلبية الاحتياجات التدريبية للقيادة المدرسية.. 

 

وللأسف أحيانًا يتم الاختيار طبقًا للمحسوبية والمجاملات دون الاعتداد بالمعايير التى وضعها القانون، ويتم إقصاء ذوى الكفاءة العالية ويتم استبدالهم بآخرين غير قادرين على القيادة.


وهنا لابد أن نشير إلى المبادرة الرئاسية لاختيار 1000 مدير مدرسة من المعلمين الشباب الكفء والمتميزين، وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى تعتبر من أهم القرارات التى اتخذت خلال الأعوام السابقة، حيث تم اختيار هؤلاء المعلمين وتم تدريبهم على أعلى المعايير العلمية والفنية وتم توزيعهم على كافة المحافظات مع تقديم الدعم الكامل والمتابعة المستمرة لتقييم أدائهم داخل المدارس.

 


وفي الختام أتمنى أن يكون على كل مدير مدرسة أن يشكل الأهداف التربوية والتعليمية بما يتناسب مع الأهداف التى تحددها وزارة التربية والتعليم، وأن يصلح أى خلل تعليمى أو تربوى يؤثر على المدرسة مع تحديد قدرة القوة البشرية العاملة بالمدرسة وأن يكون مطلع على عادات المجتمع المحيط بالمدرسة.

وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية