العدوان على غزة أسقط الإعلام الغربي في اختبار المهنية الزائفة.. استقالات في بي بي سي احتجاجًا على الكذب الممنهج.. وكاريكاتير ساخر من نتنياهو يطيح بأقدم رسَّامي الجارديان
العدوان على غزة أسقط أقنعة عديدة، وكشف عوار المجتمع الدولي وخرافة هيئاته ومنظماته، كما أظهر عجز القانون الدولي خلال أكثر من 45 يومًا، سقط أثناءها آلاف الشهداء والجرحى، ولا تزال الحصيلة مرشحة للزيادة.
من تلك الأقنعة التي أسقطها العدوان على غزة قناع المهنية الإعلامية. ظلت مؤسسات إعلامية دولية تُصدعنا طوال العقود الماضية بالمهنية الإعلامية وضوابطها وأصولها ومعاييرها وأحكامها، غير أن هذه الضوابط والأصول والمعايير والأحكام سقطت سقوطًا مدويًا منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، وحتى كتابة هذه السطور.
اعتراضا على حملة التضليل الإعلامي ضد الفلسطينيين، صحفية أمريكية تستقيل من نيويورك تايمز
تبني السردية الصهيونية وترديد الأكاذيب
مؤسسات إعلامية دولية وراسخة أظهرت منذ اللحظة الأولى للإعلان الحرب على القطاع انحيازًا فاضحًا ومكشوفًا، وتبنت السردية الصهيونية بكل أغلاطها ومغالطاتها وأكاذيبها. الخطاب الإعلامي الإسرائيلي قائم في الأساس على الكذب والتدليس والتضليل؛ تماهيًا مع الدولة الإسرائيلية التي تم تأسيسها على الكذب والتدليس والتضليل. الانحياز المضلل للقنوات الإعلامية، بعضها عربي، ومعظمها غربي، للجانب الصهيوني، وتسويق أكاذيبه باعتبارها حقائق في الأيام الأولى، أسهما في تضليل الرأي العام العالمي الذي سقط رغمًا عنه في أفخاخ من الأباطيل الممنهجة والادعاءات الملفقة، قبل أن يعود إلى رشده تدريجيًا؛ بعدما بدأت شمس الحقيقة تسطع له عبر فضائيات محدودة جدًا مثل: قناة "الجزيرة" القطرية التي لم تراوغ أو تناور، وأظهرت منذ اللحظة الأولى بما تملكه من إمكانات إعلامية غير محدودة تضامنًا مع الفلسطينيين، ولم تسعَ إلى تلوين الواقع، ولكنها عملت على نقله كاملًا بنزاهة وشفافية؛ ما أسهم في تعاظم دورها ومكانتها عند الرأي العام العربي.
باحثة تكشف سر تجاهل الإعلام الغربي للمجازر الاسرائيلية فى غزة
من أبرز الفضائيات العربية التي هوت في مستنقع الكذب: العربية والحدث وسكاي نيوز التي استعصى عليها وصف الضحايا الفلسطينيين بـ "الشهداء"، وعمدت إلى وصفهم في جميع خدماتها الإخبارية بـ"القتلى"، فيما واكبتها من الجانب الغربي: بي بي سي وسي إن إن وغيرهما، وجميعها تغاضى عن إعمال الكيان الصهيوني القتل بدم بارد للأطفال المبتسرين ومرضى العناية الفائقة ومرضى الفشل الكلوي وغيرهم، وهدم المستشفيات على رؤوسهم، كما تجاهلت هذه القنوات قتل 5 آلاف طفل على الأقل ضمن 12 ألف شهيد في حصيلة لا تزال مرشحة للزيادة، طالما فشلت الأمم المتحدة في إسكات الآليات العسكرية الإسرائيلية الأمريكية عن تدمير كل ما هو غزاوي، فيما يمكن وصفه بالإبادة الجماعية.
رئيس اتحاد الصحفيين العرب: الإعلام الغربي أشبه بالمجنون في إدانة الفلسطينيين
استقالات وإقالات على وقع العدوان على غزة
أظهرت دراسات وأبحاث واستطلاعات رأي متخصصة خلال الخمسة والأربعين يومًا المنقضية أن هذه الفضائيات عمدت منذ البداية إلى تبني خطاب عدائي أحادي منحاز يتبنى بيانات الجيش الإسرائيلي وتصريحات مسؤوليه، على ما بها من كذب وتلفيق، ويتعامى عن الحقيقة، حتى إنه لم يخجل من ترويج الادعاءات الصهيونية بأن المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال؛ مثلما لم يخجل أن يعتذر عن تلك الرواية عندما تبين له لاحقًا زيفها جملة وتفصيلًا.
انتهى زمن المهنية، بي بي سي تشارك في العدوان على غزة بطلقات الحبر
برز التضليل الإعلامي الصارخ لما يحدث في غزة من جانب الآلة العسكرية الصهيونية مبكرًا من خلال تقديم صحفيين في "بي بي سي" استقالاتهم من وظائفهم؛ احتجاجًا على عدم عرض تقاريرهم الصحفية لما يحدث في الضفة الغربية وغزة؛ ومن بينها ما تعرض له المستشفى المعمداني من قصف وتدمير وما شهده من مجازر وحشية؛ لأنها تدين بطبيعة الحال الجانب الصهيوني، وهو ما لا يرقى للهيئة الإعلامية العريقة!
القضية العادلة.. الأزهر للفتوى: ترويج الإعلام الغربي لأكاذيب الاحتلال شرعنة لمذابحه
وكان من أكثر المنشورات بلاغة ووضوحًا في هذا الشأن ما كتبه مراسل بي بي سي في شمال إفريقيا الصحفي التونسي "بسام بونني" الذي نشر تغريدة عبر موقع التواصل إكس قائلًا: "تقدّمتُ صباح اليوم باستقالتي من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي؛ لما يُحتّمه عليَّ الضمير المهني».
عصام كامل: مشهد الإعلام الغربي في نقل أحداث غزة معيب، ومصر مطالبة بإظهار العين الحمراء
بي بي سي تحديدًا تبنت موقفًا مهينًا إبان ضرب مستشفى المعمداني وما صاحبه من سقوط مئات الشهداء، حيث روَّجت الرواية الصهيونية بأن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" هي مَن ضربتها بالخطأ، ثم فاقمت السقوط المهني بالادعاء بأن "حماس" أنشأت أنفاقًا تحت هذا المستشفى وغيره من المستشفيات والمدارس؛ حتى تخلق ذرائع للجانب الإسرائيلي ليمارس وحشيته وجنونه وصلفه، وتضفي عليها مشروعية زائفة.س
في السياق ذاته.. تخلت جريدة الجارديان البريطانية عن أقدم رسامي الكاريكاتير بها وهو "ستيف بيل"؛ على خلفية كاريكاتير اعتبرته الجريدة مُسيئًا لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حيث ربط بينه وبين المرابي اليهودي شايلوك، بطل مسرحية "تاجر البندقية" لـ"شكسبير".
الإعلام الغربي بعين واحدة، التايمز تستخدم صور ضحايا فلسطين لدعم إسرائيل وفضيحة في البيت الأبيض
التضليل الإعلامي الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا
في مقال على شبكة فلسطين الإخبارية "بي بي إن"، كتبت الدكتورة "سنية الحسيني" مقالًا مُطولًا بعنوان: "والحرب الإعلامية أكثر ضراوة"، اختتمته بالتأكيد على أن التضليل الإعلامي الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا يسعى لتشويه صورة الواقع، وإظهار هذه الهجوم بصورة حرب بين قوتين متعادلتين، بينما الواقع يتمثل في هجوم قوات عسكرية محتلة وتسيطر على كل مظاهر الحياة في قطاع غزة المحاصر، على قوات تحرر وطني عسكرية، بأسلحة بسيطة ويدوية الصنع"، مشددة على أن وسائل الإعلام من أخطر أسلحة المعارك على مر العصور، والصهاينة مشهورون بالتضليل الإعلامي من زمن بعيد، وهناك كتاب للكاتب الأمريكي هربرت شيللر "المتلاعبون بالعقول" يفضح أكاذيب أمريكا في حرب العراق وغيرها، ويكشف كيف يمكن تزييف الصور والمشاهد بتقنيات حديثة حتى أثناء البث الحي!
تعقيدات القضية الفلسطينية ومحللون لا يعرفون عنها شيئًا
وفي تقرير مطول معنون بـ: "هل دفعت حرب غزة وسائل إعلام لتجاهل المعايير المهنية"؟، نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، أدانت فيه التغطية الغربية للعدوان على غزة، واعتبرته مخالفًا للمعايير والضوابط المهنية الحاكمة.
الصحيفة نسبت إلى نائب رئيس جامعة شرق لندن بالعاصمة البريطانية الدكتور حسن عبد الله قوله: «للأسف الشديد هناك عديد من القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تبثّ أخبارًا زائفة ومضلّلة للرأي العام"، مُردفًا: "بعض وسائل الإعلام الغربية فقدت مكانتها بسبب هذا التضليل والانحياز البعيد عن النزاهة".
المتحدث عزا أسباب انحياز الإعلام الغربي في متابعة الحرب على غزة إلى أنه "نتيجة لاتجاهات هذا الإعلام وهويته السياسية"، متابعًا: "ما يتم عرضه على الشاشات في الغرب يظهر انحيازًا متعمدًا بصرف النظر عن حقيقة ما يحدث على الأرض، إضافة إلى الاعتماد على مصادر غير دقيقة في نقل الأحداث، وعرض تحليلات سطحية لا تأخذ في الاعتبار تاريخ القضية الفلسطينية المُعقد".
ثم يقول: "هذه التغطية المنحازة تجاهلت أن ما يحدث في غزة من قتل للأطفال والمدنيين يُعدّ كارثة إنسانية وانتهاكًا لقوانين ومعاهدات دولية، يجب على المجتمع الدولي ومنظماته الفاعلة التدخل لإيقاف هذه الكوارث".
الصحيفة رصدت في تقريرها حزمة كبيرة من المخالفات المِهنية الصارخة تمثلت في: انحيازها الأعمى للجانب الصهيوني على حساب المجازر الوحشية التي يرتكبها في غزة، من بينها: تهميش مداخلات المعلقين المؤيدين للجانب الفلسطيني والتضييق عليهم أو عدم إعادة عرضها إلكترونيًا، والاكتفاء بإعادة عرض المداخلات المؤيدة لإسرائيل وغياب الموضوعية التامة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.