رخصة الخيانة
ينظر الرجل إليها وتعجبه وتمتلئ عينه بالرغبة والإعجاب ويقرر الخيانة ولا يبالى.. لا يبالى بزوجته إذا كان متزوجا ولا بالمرأة التى تكون معه أيا كان ما يربطهما من علاقة، ولا يبالى بأى شيء وذلك بسبب الرخصة، نعم الرخصة التى أعطها له المجتمع.
فعندما يسامح المجتمع الرجل تحت مسمى النزوة ويقيم الحد على المرأة عندما ترتكب نفس ذات الفعل فتلك هى الرخصة اللعينة.
وعندما يطلب من المرأة سواء كانت زوجة أو حبيبة أن تسامح في الخيانة فتلك هى الرخصة المباحة التى يستخدمها الرجل طوال الوقت وفى كل وقت، لأنه ضامن رد فعل المرأة والمجتمع على خيانته، ويأتى المجتمع والعادات والتقاليد لتمارس جريمتها الثانية..
وهى أن تجعل المرأة ترى أن مسامحة الرجل على خيانته هو رد فعل سوى منها، وأنها ليست شخصية ضعيفة، ولكنها بذلك تحافظ على البيت والأولاد والأسرة التى لم يحافظ هو عليها، ولكن يجب على المرأة أن تسامح وتحافظ وتتغاضى وبذلك تكون هى العاقلة التى تفوت النزوات ويقنعها المجتمع والأفراد أن ذلك هو التصرف السليم.
في حين أن هناك رد فعل آخر يجب أن يصدر عن المرأة عندما تعلم بالخيانة وتتأكد وهو بالعامية أن تقول له وقتها (كان في وخلص)، لأن التضحية لها حدود والتضحية المطلقة تعلم الطرف الأخر التمادي في الخطأ دون الإحساس بالخطأ، لأنه تعود على المسامحة من الشريك والمجتمع.
وبالتالي لماذا لا يخون مرة وإثنين وثلاثة ومائة في حين أنه لو وضع نفسه لحظة مكانها وتخيل أنها هى التى تخونه لقلب الدنيا رأسا على عقب، ولكان مات في نفس اللحظة بالسكتة القلبية.
الخيانة ليس لها مبررات ولو كان هناك أسباب فالمسمى الحقيقى لها تكون أسباب الفراق أو الإنفصال، وليست أسباب الخيانة، فعندما يشعر أحد الطرفين أنه غير قادر على الاستمرار في العلاقة أيا كانت الأسباب فيجب أن يبادر بإيجاد الحلول وإن فشل فيجب أن يرحل.. ولكن لا يخون.