ما بين اللبس أو التأويل.. قضيتنا فلسطين (2)
الإعلام الغربي.. بين النزاهة واللوبي الصهيوني
عاقبة الغاصب معروفة.. ونهاية الظَّالم وإن طالَت مَعْلُومة.. واسألوا التاريخ، إن الاحتلال الصهيوني، وسياسات التوسع والعدوان، وإقامة المستوطنات وفرض الأمر الواقع على الأرض وضم الأراضي بالقوة بكل أشكالها، هي ممارسات تنتهك الصكوك والمعايير الدولية..
ومنذ 38 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلى حربا مدمرة على قطاع غزة بعد أحداث 7 أكتوبر الماضى خلفت أكثر من 11500 شهيدا ونحو 31 ألف جريح من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، لذا يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه هذه الجريمة النكراء لاسيما مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ودفع إسرائيل للامتثال لكل القرارات الأممية ذات الصلة.
وهنا تجدر الإشارة إلى السقوط المهني والأخلاقي للإعلام الغربي الذي يتواصل في تغطيته للحرب على غزة والذي يدير المعركة الإعلامية متضامنا ومنحازا للعدو الصهيوني في حرب الإبادة والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة، ومروجا لروايته وأكاذيبه بسبق الإصرار والترصد والتعمد الفاضح!
ونحن هنا أمام معركة أخري يجب التنبه لها جيدا وهي معركة إعلامية وإلكترونية تستدعي من الشباب العربي خوضها بشراسة تضامنا مع قضية الشعب الفلسطيني وما يجري من حرب الإبادة لهم، من قبل الكيان الصهيوني دون اعتبار لقواعد القانون الدولي والإنساني، على الرغم من التغطية المهنية المتميزة لبعض الصحف والمحطات والقنوات المصرية والعربية، والتي كان لها تأثير إيجابي في كشف حقائق البشاعة التي يتعامل به المحتل..
دور الإعلام العربي
لكن الإعلام العربي غائب عن الساحة الدولية.. وبحاجة للحضور المؤثر عالميا.. نريد إعلاما عربيا ناطقا بالإنجليزية والفرنسية يفند الأكاذيب صوتا وصورة، والمتابع للإعلام الدولي يعرف أن الصهاينة يخسرون المعركة الإعلامية دوليا وداخليا لديه..
والدارس للإعلام سيدرك تغيرا كبيرا حدث في الميديا الغربية، بسبب نجاح بعض من الاعلامي العربي وبعض من الإعلام المنتسب للدول المنحازة للإنسانية والقضية الفلسطينية في كشف حقائق فاضحة للإعلام الداعم للاحتلال الصهويني..
وتأثير ذلك سنجد أن قناة CNN علي سبيل المثال قدمت اعتذار وشعورا بالخجل من بثها إشاعة نقلا عن الإعلام الإسرائيلى حول قتل حماس 40 طفلا إسرائيليا دون التأكد من صحة المعلومة، وخاصة بعد نشر فيديو خاص بمراسلة سي إن إن، والتي ظهرت في مقطع فيديو مصور وهي تتلقى تعليمات من المخرج بإظهار ذعرها الشديد أثناء تغطية الأحداث في محيط قطاع غزة.
ويجب على الإعلام المصري والعربي أن يكون إعلاما ناقلا للحقيقة بكل ما تحمل الكلمة من معني لأن الوضع إنساني كارثي خارج كل الأُطر للمواثيق والقانون الدولي، وهذا يؤكد أننا في صراع من أجل كشف الحقيقة وتقديمها كما هي للعالم..
لذا أدعو جميع المواقع الصحفية العربية وبالتحديد المصرية الإلكترونية المعتبرة بمنصة إخبارية تشمل اللغات العالمية، ناقلة وفاضحة للتحيز الغربي للماكينة الصهيونية، والمتمثلة باللوبي الصهيوني وأدوات الإعلام المنتشرة في العواصم الغربية لصالحه، وهذا ايمانا بأهمية التواصل مع العالم وايصال رسالة العالم العربي بشكل حقيقي دون أي تزييف.
وللحديث بقية