ذكرى ميلاد إدوارد سعيد.. حكاية 36 عاما من النضال ضد الاحتلال والهيمنة الأمريكية.. وسبب استقالته من المجلس الفلسطيني بعد "أوسلو"
إدوارد سعيد، تحل اليوم الأربعاء 1 نوفمبر الجاري، ذكرى ميلاد الكاتب والمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، والذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1935 في مدينة القدس الفلسطينية، حيث يعد من أهم المفكرين العرب في القرن العشرين، وأحد أهم من سلطوا الضوء بكتاباتهم على معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى نهاية القرن الماضي.
بدايات ونشأة إدوارد سعيد
ولد إدوارد وديع سعيد في مدينة القدس 1 نوفمبر 1935 من أب فلسطيني أمريكي وأم فلسطينية لبنانية.
بدأ دراسته في مدرسة القديس جورج الأنجليكانية القدس عام 1947، وانتقل إدوارد سعيد في عمر الخامسة عشر إلى الولايات المتحدة؛ وهنا انضم لمدارس نورث فيلد ماونت هيرمون في ولاية ماساتشوستس.
وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة برنستون عام 1957، ثم الماجستير عام 1960 والدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1964، وفي عام 1965 عين مساعدًا في جامعة كولومبيا، عام 1968 عين أستاذًا مشاركًا في الجامعة ذاتها، وفي عام 1970 عين أستاذًا للغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا.
مسيرة إدوارد سعيد
وفي الفترة بين 1975-1976 أصبح زميلا لمركز الدراسات المتقدم للعلوم السلوكية التابع لجامعة ستانفورد، وحصل عام 1992 على منصب أستاذ جامعي، وهي أعلى درجة علمية أكاديمية في جامعة كولومبيا.
وكتب إدوارد سعيد عشرات الكتب في السياسة والموسيقى والأدب، يظل أشهرها كتاب الاستشراق عام 1978، الذي يعد بحث مطول في توضح أحداث ما يقارب 2000 عام من حروب الإغريق والسيطرة الغربية وما تتضمنه من سلوكيات على الشرق الأوسط بشكل ثقافي سياسي.
إدوارد سعيد بعد النكسة
وفي أعقاب هزيمة حرب 67، تغيرت حياة سعيد من أستاذ جامعي إلى التفكير في الواقع العربي والعالمي، فتحول إلى أهم المدافعين عن القضية الفلسطينية، فشغل منصب عضو في المجلس الفلسطيني لمدة 14 عاما (1977_ 1991) انتهت باستقالته اعتراضا على اتفاقية أوسلو التي كان يرى أنها صفقة خاسرة للفلسطينيين.
وقال سعيد في سيرته الذاتية: "عام سبعةٍ وستين كان مدمرًا لي ولكل شيءٍ عرفته، كنت وحيدًا في أمريكا وقتها حيث شاع فيها إحساسٌ عارمٌ بالنصر -ليس فقط في أوساط اليهود وحسب- وإنما عند الجميع... لم أعد الإنسان ذاته بعد عام سبعةٍ وستين، فقد دفعتني صدمة الحرب إلى نقطة البداية، إلى الصراع على فلسطين".
وبدأ إدوارد سعيد تدوين مذكراته عام 1991 حين اقتنع بضرورة ترك سجل بالمكان الذى ولد فيه وقضى طفولته، وهكذا يعيد بهذه المذكرات اكتشاف العالم العربى المفقود فى سنواته الأولى فى فلسطين ولبنان ومصر.
كتاب خارج المكان.. حياة الفلسطينيين بعد النكبة
ويعتبر كتاب "خارج المكان" لإدوارد سعيد واحدا من المذكرات الكاشفة لأحوال الفلسطينيين في عالم ما بعد 1948 حيث يعد من أهم ما كتب عن الحياة خارج المكان والمقصود هنا بالمكان بالطبع فلسطين.
وصدر الكتاب عام 1999 باللغة الإنجليزية، ترجم إلى العديد من اللغات، ومن بينها اللغة العربية، وصدر عن دار الآداب للنشر والتوزيع- بيروت الطبعة الأولى في عام 2000، قام بترجمة الكتاب فواز طرابلسى.
واستغرق تأليف الكتاب خمس سنوات وكتبه إدوارد سعيد خلال فترة مرضه وعلاجه، ويتكون من أحد عشر فصلا، حاز هذا الكتاب على العديد من الجوائز.
الكتاب يعد قصة استثنائية عن المنفى وسرد لارتحالات عديدة واحتفال بماض لن يستعاد، وفي هذه المذكرات يعيد إدوارد سعيد اكتشاف المشهد العربى لسنواته الأولى ومن أجواءه: "أماكن عديدة زالت، وأشخاص عديدون لم يعودوا على قيد الحياة باختصار، إنه أساسا عام قد اندثر، فقد طرأت على ذلك المشهد تحولات عديدة إذ تحولت فلسطين إلى إسرائيل، وانقلب لبنان رأسًا على عقب بعد عشرين سنة من الحروب الأهلية وزالت مصر الملك فاروق الكولونيالية إلى غير عودة عام 1952".
صعوبات خروج الكتاب للنور
وعن الصعوبات التي واجهت إدوارد سعيد أثناء تأليفه للكتاب قال: "ساورني شعور عظيم بالارتياب عندما أقدمت على تأليف هذا الكتاب عن حياتى المبكرة وقد عشتها في معظمها في القدس والقاهرة وضهور الشوير. إذ أدركت أننى مقدم على عمل متناقض جذريًا هو إعادة بناء عالم في مصطلحات عالم آخر. كان لى أن استخدم اللغة الإنجليزية، ولكن كان على أن استذكر التجارب وأعبر عنها باللغة العربية. طبعًا كان من العبث إنكار التغاير والتباعد الكاملين بين هذين العالمين".
ويتابع: "ولكن لا يعقل أن يكونا منفصلين وحدهما عن الآخر، ما داما قد تعايشا سنوات وسنوات داخل شخص واحد. الأحرى أنهما كانا جسمين متوازيين، بل توأمين. يتحسس أحدهما أيديولوجيًا وروحانيًا كل عنصر غريب يتعذر استيعابه عند الآخر وينفعل إزاءه. لقد اختبرت دوما ذلك الشعور بالغربة المزدوجة، فلا أنا تمكنت كليًا من السيطرة على حياتى العربية في اللغة الإنجليزية، ولا أنا حققت كليا في العربية ما قد توصلت إلى تحقيقه في الإنجليزية".
كتاب تغطية الإسلام
ومن أبرز مؤلفات المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد كتاب "تغطية الإسلام" الذي نقد من خلاله التقارير المنحازة للصحافة الغربية وخصوصًا وسائل الإعلام حول المؤامرات الإسلامية لتفجير المباني، وتسميم المياه وتخريب الطائرات التجارية.
سياسة أمريكا في الشرق الأوسط
وعارض السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط والعديد من الأماكن الأخرى، منتقدًا مشاركة الولايات المتحدة في كوسوفو وقصف العراق أثناء ولاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، كما كان الدعم الأمريكي لإسرائيل موضع نقد متواصل من قبله.
وعلى الرغم من تزايد معاناته بسبب مرض اللوكيميا فإنه أمضى العديد من أشهره الأخيرة في نقد ومهاجمة غزو العراق 2003.
مؤلفات إدوارد سعيد
وصدر لإدوارد سعيد اثنان وعشرون كتابًا تُرجمت إلى 35 لغة، من بينها "الاستشراق" (1978)؛ قضية فلسطين (1979)؛ تغطية الإسلام (1980)؛ العالم والنص والناقد (1983)؛ الثقافة والإمبريالية (1993); السلام وسخطه: مقالات عن فلسطين وعملية السلام في الشرق الأوسط (1996)؛ وخارج المكان: مذكرات (1999) وغيرها.
وفاة إدوارد سعيد
توفي إدوارد سعيد في حد مستشفيات نيويورك يوم 25 سبتمبر 2003 عن عمر ناهز سبعة وستين عاما، بعد صراع مع اللوكيميا، وأوصى أن يتم دفنه في لبنان ونقل جثمانه إليها ليستقر في مقبرة برمانا الإنجيلية في جبل لبنان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.