رئيس التحرير
عصام كامل

طه حسين، حقيقة زيارة عميد الأدب العربي لإسرائيل وهذا موقفه من القضية الفلسطينية

طه حسين، فيتو
طه حسين، فيتو

طه حسين، تحل اليوم السبت الموافق 28 أكتوبر الجاري، الذكرى الخمسين على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1973 عن عمر ناهز ال 83 عاما، بعد مسيرة أدبية وفكرية حافلة ومؤثرة في المجتمع المصري والعربي، حيث كانت كتاباته من أبرز مشاعل التنوير في القرن العشرين.


اتهام طه حسين بالتطبيع  

وعلى الرغم من مسيرته الثقافية المهمة، وإرثه الأدبي الكبير، لم يسلم طه حسين من سهام الانتقادات والاتهامات بالعديد من الشائعات التي حاول كارهوه إلصاقها به، ومن أبرزها اتهامه بالتطبيع وزيارته لإسرائيل، زاعمين أن عميد الأدب العربي كان داعما لدولة الاحتلال، وهو ما لم يتمكنوا من إثباته على طه حسين.

 


زيارة الجامعة العبرية في القدس

واستند مهاجمو عميد الأدب العربي على زيارته للجامعة العبرية في القدس عاصمة فلسطين عام 1944 وإلقائه محاضرة هناك، ليطلقوا وابلا من التهم بالتطبيع وغيرها، إلا أن هؤلاء لم يفرقوا بين أمرين أولهما أنه في ذلك الوقت لم تكن دولة الاحتلال قد تأسست بعد حيث أعلن تأسيسها عام 1948، وكانت جميع أراضي فلسطين قبل هذا التاريخ تقع تحت الاحتلال البريطاني كغيرها من الدول العربية آنذاك.

 

وثانيها أنهم لم يفرقوا بين اليهودية كديانة، والصهيونية كفكر كان سببا في تأسيس دولة الاحتلال بعد ذلك.


ويقول الكاتب يوسف زيدان في تصريحات تليفزيونية سابقة عن زيارة طه حسين للقدس: "طه حسين كان ساكن في شارع الهرم، وحد عدى عليه خده وركب قطر من رمسيس راح بيه القدس، وألقى محاضرة في الجامعة العبرية، وركب ورجع تاني".

 


نفي اتهامات التطبيع عن عميد الأدب العربي

ومن أبرز من دافعوا عن عميد الأدب العربي، ونفوا اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل، كان الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق وذلك في كتابه "طه حسين والصهيونية". 
 

ويرى النمنم في الكتاب أن المسألة فيما يخص طه حسين بلغت حد اتهامه بالعمالة للصهيونية ولليهود وأنه يكره فلسطين ولم يذكرها بكلمة، مشددا على أن الذين يوجهون مثل هذه الاتهامات تجنوا على العميد ولم يتابعوا كتاباته.
 

ويقول النمنم في كتابه ان من يتهمون طه حسين بتجاهل قضية فلسطين هم “المثقفون بالسماع” مؤكدا أنه لا يجوز محاسبة الكاتب على ما لم يكتبه، وانما يحاسب على ما كتب، وطه حسين كتب دعما لفلسطين.

دفاع طه حسين عن القضية الفلسطينية 

ويسجل النمنم في فصل عنوانه "فلسطين والطمع الصهيوني" أن قضية فلسطين شغلت اهتمام طه حسين إذ نشر مقالا عنوانه "فلسطين" في صحيفة "كوكب الشرق" يوم 28 أكتوبر تشرين الاول 1933 وهو عام تضاعفت فيه الهجرة اليهودية الى فلسطين بشكل لافت للنظر مسجلا أن أرض مصر "اصطبغت بدماء المصريين كما اصطبغت فلسطين بدماء الفلسطينيين". 
 

وفي المقال نفسه ينتقد موقف القوى الاوروبية قائلا "والا فما اخضاع مصر لقوة الانجليز وما إخضاع فلسطين لقوة الانجليز وطمع الصهيونيين". 

وفي الصحيفة نفسها نشر طه حسين مقالا في الرابع من مارس  1934 عنوانه "غريب" عن صديقه الكاتب الفلسطيني محمد علي الطاهر الذي هرب من تعنت الاحتلال البريطاني وحاول العودة لبلاده لزيارة أمه فمنعته سلطات الاحتلال ويقول "فما يكون الرجل من أهل فلسطين غريبا في مصر وما ينبغي أن يكون الرجل من أهل مصر غريبا في فلسطين". 
 

ويسجل النمنم أيضا أن طه حسين نشر في “البلاغ” مقالا في  مارس 1946 يعتبر فيه فلسطين "مسرحا لهذا الصراع الهائل بين باطل الصهيونية وحق العرب وبين تسلط الاستعمار وحق العرب". 
 

الصلح مع الظالمين إجرام 

ويضم الكتاب مقالا عنوانه "الصلح مع اسرائيل" نشر في الرابع من يونيو 1956 في جريدة الجمهورية، وفيه يسجل طه حسين أن "الصلح مع الظالمين اجرام ما دام ظلمهم قائما... الرضى بقصة فلسطين وظلم إسرائيل وأعوانها هو مشاركة في الإثم".

 

لا يوجد حضارة لإسرائيل 

و يورد الكتاب أيضًا، بعض الحوارات التى أُجريت مع عميد الأدب العربي، والتى عبّر فيها عن رأيه بخصوص القضية الفلسطينية، منها الحوار الذي جاء على صفحات مجلة «الإذاعة والتليفزيون» فى عام ١٩٦٤، الذى قال فيه: "لا توجد حضارة لإسرائيل حتى نواجهها، وإنما يوجد استخدام واستغلال من جماعة اليهود الوافدين من الغرب المستغلين حضارته، وعلينا بالإسراع فى خطانا التى بدأناها- من قبل أن توجد إسرائيل أو حتى الغرب- نحو النهضة".

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية