عاجل لأصحاب الفخامة (18)
* الرئيس الأمريكي
باركت وما زلت تبارك العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة، ووفرت لنتنياهو كل الدعم لشن حرب إبادة جماعية على شعب يقاوم؛ من أجل استعادة حقوقه المغتصبة منذ 75 عاما.
ولم تكتف بذلك، بل حاولت كذبا إلصاق تهمة القصف البشع لمستشفى المعمداني بالمقاومة، مستشهدا بفيديو مقتطع من البث المباشر لإحدى الفضائيات العربية، ظهر فيه صاروخ أطلق من غزة وانفجر في السماء، ادعيت كذبا ومعك المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أنه سقط فوق المستشفى وأحدث الكارثة.
غير أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فضحتكم وكذبت مزاعمكم أمام العالم، بعد أن أكدت نتائج تحقيق مطول شارك فيه عدد من مراسليها، أن الصاروخ الذي أطلقته المقاومة لا علاقة له بالحادث، وانفجر على بعد ميلين من المستشفى..
وأن الصاروخ الذي أصاب الهدف لم يكن قادمًا من قطاع غزة على الإطلاق، بل تم إطلاقه من تل أبيب، وقال التحقيق نصا: "إن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية إما كذبت أو أخطأت"، وأنا أقول لكم، "والله لقد كذبتم ولم تخطئوا، وتعلمون أنكم كاذبون".
* الأمين العام للأمم المتحدة
كلماتك خلال اجتماع مجلس الأمن منذ أيام، جاءت بمثابة صوت عذب وسط صخب من نشاز الإدانات الحقيرة؛ لبخس لحق الفلسطينيين في الدفاع عن حقوقهم المغتصبة، ولاسيما أنك أنصفت التاريخ ونطقت صدقا:
"إن هجوم المقاومة على إسرائيل لم يأت من فراغ، وإن الشعب الفلسطيني يتعرض منذ سنوات لاحتلال خانق، وهو يرى أرضه تتآكل بسبب المستوطنات، مع عنف وتدمير وتشريد، وفقدان الأمل في التوصل إلى حل سياسي".
السيد أنطونيو جوتيريش.. آثرت قول الحق، وأنت تعلم أن فيه نهاية حتمية لمسيرتك في أرفع منصب دبلوماسي في العالم، غير أنك أنصفت التاريخ، وسينصفك التاريخ، رغم أنف بايدن ونتنياهو وإيلي كوهين وجلعاد إردان، الذين أصابتهم كلماتك بغضب وهياج وثورة.. "أدامه الله عليهم".
* نتنياهو
أنت فاشل.. هذا هو رأي الشارع والجيش الإسرائيلي فيك الآن، غير أنك تحاول التشبث بالسلطة ومواجهة السخط الشعبي، بإلقاء مسؤولية الضربة الموجعة لطوفان الأقصى على الجيش، الذي بات يتساءل في أسى، عن ذنب آلاف الجنود الذين تلقي بهم إلى الموت، في الوقت الذي يستمتع فيه نجلك يائير على شواطئ ميامي.
وهو ما دفع جنديًا إسرائيليًا إلى التطاول عليك وإهانتك على الملأ خلال زيارتك لإحدى القواعد العسكرية، غير أن ما لا تعلمه، أن تصرف هذا الجندي مجرد مقدمة لردود أفعال محتملة قد يقدم عليه الآلاف من الجنود الذين تسببت في قهرهم نفسيا ومعنويا..
لدرجة أنهم باتوا يطلقون النار على بعضهم البعض من فرط الذعر وفقدان الأمل، وقد يتطور رد الفعل مع زيادة الضغط ليطالك شخصيا بأيدي جنودك.. "أقسم أنك لا بتحس ولا عندك دم".
* يوخفيد ليفشيتز
رغم أن التصريحات التي أدليتِ بها عقب إفراج المقاومة الفلسطينية عنك، قد أثارت غضب الحكومة والمتطرفين الإسرائيليين، بعد أن كشفتِ بعفوية كذب الروايات الصهيونية الملفقة حول جرم وبشاعة الفلسطينيين، إلا أنك فعليا لم تنطقي سوى بالحقيقة دون أدنى حسابات.
السيدة يوخفيد ليفشيتز.. ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نقلًا عن نتنياهو، أن ردود أفعالك وتصريحاتك تسببت في صدمة وتشويه لصورة إسرائيل أمام العالم، بعد أن استدرت بعفوية لمصافحة ووداع أحد أفراد المقاومة بودٍ أمام العالم، ثم ثنائك على المعاملة والرعاية الطيبة من الفلسطينيين خلال فترة احتجازك.. "لو كنت في موضع بايدن ونتنياهو وشولتس وماكرون وسوناك لتواريت خجلا بعد شهادتك".
* رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق
إما أنك أعمى البصر والبصيرة أو كاذب.. فقد ذكرت "أن إسرائيل لم ولن تمنع دخول أي إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة"، في حين أن كل العالم يعلم أنكم أغلقتم معبر رفح من الجانب الفلسطيني منذ يوم 7 أكتوبر، وظلت قوافل المساعدات مُكدّسة في الجانب المصري حتى يوم 21 أكتوبر، ومازلتم حتى الآن لا تسمحون بعبور سوى عدد محدود من الشاحنات وتحت ضغط دولي.
إيهود باراك.. موقعك كسياسي مخضرم ورئيس وزراء سابق، يفرض عليك ألا تكذب أو تدلس أو تقلب الحقائق، لدرجة القول: "أن كل المواقع التي قصفتها إسرائيل في غزة لها صلة بحماس"، وكأنك أعمى لا ترى بشاعة القصف الذي طال آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات المدنية.. "زادك الله عمى وأذاقك مرارة القتل والتدمير والتشريد الذي أذقتموه لأهل غزة."