كيف ضاعت فلسطين.. حقائق يندي لها الجبين
معلومات جديدة، وخطيرة، بل هي حقائق، عرفتها، مؤخرا، من بعض المفكرين الفلسطينيين، الذين لا يتمتعون بتواجد مكثف على الفضائيات.. بعض هذه الأسرار يندى لها الجبين، ويقشعر لها الجسد. من هؤلاء المفكرين؛ الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الشريف، وغازي فخري، وياسر أبو سيدو، وهو فنان وأديب.
أما الجديد، فمنه أن اليهود قبل عام 1948، لم يكونوا مجرد عصابات كما صورهم الإعلام المشوَّه، وربما المخدوع، بل إنهم كانوا كتائب مدربة، أمدتهم بريطانيا وفرنسا بأسلحة الحرب العالمية الثانية، ودربوهم عليها جيدا.
بدأوا بإنشاء مستوطنات في الأراضي الفلسطينية، عن طريق الخداع، والمسكنة، والتوسل، إلى أن نجحوا في بناء مدينة تل أبيب.. مدينة متكاملة، بكل مرافقها.. ثم أنشأوا الجامعة العبرية، وللأسف، انخدع الجميع، وشارك ساسة كبار، وأساتذة ومشاهير، مثل الدكتور طه حسين، وأحمد لطفي السيد، في حفل افتتاحها.
تهجير وطرد الفلسطينيين
فلم يتنبه أحد إلى ما يدبرونه.. كنا في منتهى السذاجة. وفي تلك الأثناء، كانت هناك استفزازات من جانب المستوطنين، وكأنهم كانوا يمهدون لما سيحدث بعد ذلك من تهجير وطرد للفلسطينيين من بيوتهم، وحقولهم.. فكان العرب يصدون اعتداءاتهم ويتغلبون عليهم، إلا أن القوات البريطانية المحتلة كانت تتدخل إلى جانب اليهود، وتقاتل الفلسطينيين.
وفي حرب النكبة عام 1948، لم يحارب سوى الجيش المصري، رغم ادعاءات معظم الدول العربية أنها أرسلت جيوشا للقتال في فلسطين، لكنها لم تكن إلا قوات رمزية، وبعضها من عساكر البوليس، الذين لا يجيدون خوض المعارك ضد جيوش نظامية.
الجيش المصري في 1948، كان على بعد كيلومترات قليلة من تل أبيب، لولا الهدنة التي فُرضت علينا، وأيدتها دول عربية، لأغراض في نفس يعقوب، تكشفت فيما بعد، وأسهمت في هزيمة العرب، وإعلان دولة الصهاينة، ونزوح الفلسطينيين من أرضهم، وضياع فلسطين.
من ينتقدون اليوم موقف مصر من أزمة غزة، هم، وغيرهم، مَنْ ساعدوا، بشكل غير مباشر، وبتعمد أحيانا، في ضياع دولة عربية حبيبة.
مصر دوما تتمسك بعدم تصفية القضية الفلسطينية، ولن تتخلى يوما عن إخوانها، وإلا لكان من اليسير على قيادتها المخلصة أن تحل كل مشكلاتها، وأزماتها، على حساب الشعب الفلسطيني، وأهالي قطاع غزة، لكنها مصر، مصر حامية حمى العروبة، لا تبيع الكرامة بالذلِّ أبدًا.. ويقيني أن الكنانة لن تتوقف عن الكفاح حتى زوال دولة الاحتلال.
بقي أن أقول إن تلك المعلومات وغيرها جاءت في سياق ندوة أقامها اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، برئاسة الإعلامي اليمني نزار الخالد، حول "غزة في القلب، ومصر حامية حمى العروبة".