محمد سلام !
من المؤكد أن الأجر الذي كان سيتقاضاه الفنان محمد سلام عند عرض مسرحيته بموسم الرياض كبير جدا، وربما كان في حاجة إليه وهو يشق طريقه إلي مزيد ومزيد من النجومية، وربما كانت أسرته في حاجة إليه، وهو في كل الأحوال كان في غني عن أي تأويلات لموقفه الوطني والقومي والإنساني، وخسارة مورد رزق يسعي إليه البعض بل يحتاج -كهؤلاء البعض- إلي تطوير علاقاته مع جهات هنا وهناك..
لكن محمد سلام اختار ما هو أبقي وأغلي وأطهر وأشرف من كل ذلك.. رضا ربه ورضا نفسه ورضا جمهوره.. اختار أن يكون كل قرش يدخل إلي جيبه حلالًا في حلال.. اختار أن يبارك له الله في رزقه وصحته.. اختار رضا ضميره واحترام حتي غير المصريين له..
محمد سلام يتمتع بقبول كبير.. ويمتلك تلقائية مدهشة ومستقبله أمامه طويل، ونراه يؤسس له بشكل هادئ وعاقل.. لكنه في كل الأحوال يمتلك صدقًا كبيرًا هو رصيده الحقيقي.. ولذلك سجل لنفسه موقفًا تاريخيًا عظيمًا جدًا سيبقي خالدًا به في ضمير شعبه وأمته، وحفر لنفسه مكانًا في قلوب الملايين سيبقي ما شاء الله له أن يبقي..
والأهم: لن تطارده لعنات الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقعدين ولا آلام غير القادرين علي تلقي العلاج فقابلوا وجه ربهم الكريم..
محمد سلام.. سيعوضه الله من حيث لا يحتسب وقد رفض ضميره أن يضحك الناس وأخوته في غزة يذبحون.. هذا وعد الله العزيز الحكيم وقانونه الدائم! محمد سلام.. وقد نجحت في الاختبار وصدق عملك قولك.. وشرفت كل المصريين.. فكل المحبة والمودة والتقدير.