الأحزاب السياسية ما بين اليقظة والنوم في العسل
تعد الأحزاب السياسية وجماعات الضغط من أهم العوامل وأكثرها تأثيرًا فى توجيه الرأي العام ولكن هناك رؤى فكرية ذهبت إلى التشكيك فى سلامة نظام تعدد الأحزاب أيا كانت صورته فى شعوب الوطن العربى بحجة أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الرشد السياسى..
نظام الأحزاب السياسية يخلق رأيا عاما مسالما لما يقتضيه منطقة من وجود معارضة علنية تتجه صوب مناقشة سياسة الحكومة، وما قد تؤدى المناقشات من تبلور الآراء للحاكم والمحكوم نحو إيجاد أرضية مشتركة بالنسبة للقضايا الكبرى..
البعض يرى أن تأسيس حزب سياسى يجعل منه زعيما دون أن تتوفر لديه أدنى مقومات الزعامة وتمر الأيام يوما بعد يوم وتنكشف الأقنعة ويوقن الأغلبية أن هناك أحزابا حبر على ورق بسبب مواقفهم الهشة وعدم مساهمتهم فى القضايا القومية أو الوصول إلى المواطن..
قد تندهش أن لدينا ما يزيد عن 90 حزبا سياسيا لا يعرف منهم سوى القليل من الأحزاب التى لها دور إيجابى لدى الشارع المصرى، بينما الآخرون نيام لا حول لهم ولا قوة.. لا مشاركة فى القضايا السياسية أو الاقتصادية أو حتى المجتمعية لا حس لهم ولا صوت..
إنصافا للحق مع كثرة الأحزاب في مصر إلا أننا لم نجد لأغلبية هذه الأحزاب أي فكر سياسى إلى الآن رغم أن قانون الأحزاب السياسية يشترط لتأسيس الحزب السياسى أن يكون له مبادئ وأفكار سياسية..
على العموم الشعوب تريد أحزابا سياسية حرة تعبر عن الآمال والطموحات لأن من حق المجتمع أن تكون له أحزاب حرة تدافع عنه وعن مصالحه لا عن المصالح الشخصية لأعضائه، ويظل السؤال مطروحا هل هناك معارضة حقيقية فى بلدان الوطن العربى؟ أم أنها حبر على ورق.