القبطان عمر عز الدين: لم يكن هناك مستحيل أمام المصريين في الحرب.. نفذنا 5 عمليات في إيلات والفيلم به أخطاء كثيرة.. عملياتنا كانت رحلات بلا عودة وأخذنا ثأرنا وحققنا النصر
50 سنة انتصارات أكتوبر، لا ينسى المصريون ثأرهم أبدا حتى لو صبروا سنوات، لكن بركان الغضب حين يخرج سيلتهم الجميع، وفي عام 1967 كانت الجولة الأولى من المعركة التي فازت فيها إسرائيل، ولكن المصريين استطاعوا الفوز في النهاية عام 1973 واستردوا الأرض كاملة.
“ فيتو ”تحاور القبطان بحري عمر عز الدين، أحد أبطال القوات البحرية وأيقونة الأجيال الحالية من رجال البحرية في الشجاعة والإقدام، وقد شارك في العملية الشهيرة“ إيلات ”والذي كشف أنها لم تكن عملية واحدة كما صورها الفيلم الشهير“ الطريق إلى إيلات ”بل كانت 5 عمليات متتالية.
بداية... حدثنا عن الغرض الأساسي من ضرب ميناء إيلات؟
نحن لا نعتدي على أحد أبدا، ولكن من يبادر بالاعتداء علينا لن نرحمه، وجولة ٦٧ ألهبت بداخلنا المشاعر بسبب ما فعلته إسرائيل باحتلال سيناء ولم تقف عند هذا الحد بل قاموا بقتل أسرانا من الضباط والجنود بطرق وحشية ونشر هذه الصور فقررنا الأخذ بالثأر، لم نقف يوما مكتوفي الأيدي بل كنا نتدرب بشدة وقسوة ونواصل الليل بالنهار وكأننا نحارب حتى حانت الفرصة وكانت فكرة إيلات هي ضرب إسرائيل في عقر دارها، خصوصا أن قادة إسرائيل يزعمون أنه لا يستطيع أحد الاقتراب منهم بسبب الأمن، لكننا خلخلنا تلك النظرية.
كيف استطاعت الضفادع البشرية ضرب إسرائيل في العمق؟
عندما تم تكليفنا بعملية ضرب ميناء إيلات هللنا كلنا من الفرحة وبدأنا نتسابق على هذه العملية، بس أهم شيء لا بد من أن يكون واضح أن هذه العملية كانت أول عملية تقوم بها مجموعات من الضفادع البشرية في العالم، واختاروا منا 3 مجموعات كل مجموعة ضابط وصف ضابط، وكلنا كنا برتبة ملازم ثاني، وعمرنا وقتها 21 سنة
الضباط بالأقدمية: عمر عز الدين– حسانين جاويش- نبيل عبد الوهاب
وصف الضباط: محمد العراقي– عادل الطراوي– فوزي البرقوقي
تحركنا مساء يوم 8 نوفمبر 69 من نقطة التحرك، وهي منطقة مهجورة بين الحدود السعودية الأردنية قبل ميناء العقبة بـ25 كيلو، وكان قائد العملية على الشاطئ الرائد رضا حلمي، وبعد وصولنا إلى مشارف الميناء أمرنا بالعودة، لأن ضوء الفجر بزغ، وخشى أن يكشف أمرنا، ورغم عدم إتمام المهمة فإنها منحتنا القوة والدفعة لتكرارها.
أما العملية الثانية فكانت بعد هذه العملية بأسبوع يوم 15 نوفمبر بنفس المجموعة 3 ضباط و3 صف ضابط، لأن مجموعة الضفادع البشرية تتكون من ضابط وصف ضابط، ووصلنا إلى ميناء إيلات، ولغمنا السفينتين ميدروما وداليا ولحظات وارتفع صوت الانفجارات عاليا، وعادت مجموعتي ومجموعة حسانين أما القبطان نبيل عبد الوهاب فاستشهد معه فوزي البرقوقي، فلم يتركه وسبح به نحو 16 كم حتى خليج العقبة، وسلم نفسه إلى المخابرات الأردنية التي أعادته هو والشهيد البرقوقي إلى مصر.
العملية الثالثة... كانت يوم 8 فبراير 70 وقامت بها مجموعتان من الضفادع البشرية الضباط كل من رامي عبد العزيز، وعمر البتانوني وصف الضباط هم محمد فتحي، وعلي أبو ريشة، وكانت المهمة تدمير السفينتين بات يم –وبيت شيفع.
العملية الرابعة، كانت مهمة استطلاع معلومات، وكانت مكونة من مجموعة واحدة بقيادتي وصف ضابط على أبو ريشة.
العملية الخامسة، كانت يوم 14 مايو عام 70 وهي أكبر وأخطر عملية، وكنا مجموعتين أنا والقبطان نبيل عبد الوهاب وصف الضباط على أبو ريشة، وفؤاد رمزي، ودمرنا فيها الرصيف الحربي والميناء العسكري إيلات بالكامل، وكان مزدحما بالمعدات العسكرية وعشرات الجنود، ورأينا بأعيننا جثث الجيش الإسرائيلي تتطاير فوق الرصيف وتتهاوى في البحر.
الواقع يوضح أن الضفادع البشرية قامت بـ5 عمليات في إيلات ولم يعرض في الفيلم سوى عملية واحدة.؟
فيلم الطريق إلى إيلات به أخطأ كثيرة وهذا بسبب الحبكة الدرامية كما يطلق عليها الكتاب لكن التدريب والعمل والسباحة مسافة 25 كم إلى ميناء إيلات الإسرائيلي شيء لا يستطيع كاتب عمله في سلسلة أفلام، لأن التمثيل غير الواقع، ونتمنى يوما من الأيام أن يكون هناك عمل درامي يروي للأجيال هذه البطولات التي شيبت اليهود، فنحن وصلنا إلى إيلات 5 مرات في 5 عمليات، ورغم التشديدات الأمنية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وقتها، لم يستطيعوا مرة واحدة رؤيتنا أو معرفة من قام بهذه التفجيرات، ولم يقبضوا على واحد منا ما يجعلها عمليات ناجحة 100%.
أهم العمليات التي شاركت فيها أثناء حرب الاستنزاف؟
مهمتي كضابط بقوات الصاعقة أن نسبق باقي القوات في العمليات العسكرية وتعطيل العدو حتى نهيئ لبقية القوات الأرض التي يدخلها، وقوات الصاعقة كانت تقوم بعمليات انتقامية من العدو الإسرائيلي داخل سيناء وتدمير احتياطاته ومخازن الذخيرة وكانوا يعبرون إلى الضفة الشرقية للقيام بهذه العمليات حاملين معداتهم على زوديك أو قارب صغير- ولكن حتى لا ينكشف أمرهم لا يشغلون المحركات، ومهمتنا كضفادع بشرية هي العبور قبلهم وشد حبل بين الضفتين يمسكون فيه من الزوديك ويعبرون، وقمت بالعديد من هذه العمليات وكلما نجحت عملية شعرت بالفخر والثأر من العدو الذي يدنس أرضنا بتواجده فيها.
ما هي المهمة التي كلفت بها في حرب أكتوبر؟
في يوم ٨ أكتوبر تم تكليفي و٦ ضباط بتدمير المنشآت البحرية في منطقة أبو رديس لنحرم العدو من طلب النجدة من داخل أراضيه وكانت عملية ناجحة جدا ونصرا جديدا لقواتنا المسلحة وبعد الحرب تم تكليفنا بمهمة تطهير القناة من الألغام لمدة عامين حتى تم افتتاحها في ٥ يونيو ٧٥ وعندما وقع الرئيس السادات معاهدة كامب ديفيد عام ٧٧ قال في الكنيست الإسرائيلي إن حرب أكتوبر كانت آخر الحروب للجيش المصري في الوقت المعاصر فقمت بتقديم طلب لتسوية معاشي، وأنا على رتبة مقدم لأن شغلي كان خلف خطوط العدو وبعد الحرب وعودة الأرض لم يكن هناك عدو لنحاربه ثم انخرط في الحياة المدنية.
لماذا تركت القوات البحرية وأنت تعشقها ولم تقم بمهام أخرى غير القتال؟
منذ تخرجي من الكلية البحرية وأنا أعمل بالوحدات الخاصة كمقاتل، وعندما انتهت الحرب قررت أن أقوم بعمل أحبه وهو الغطس فعملت بالقطاع الخاص لشركات البترول من أعمال غطس وتصليح السفن العالقة تحت الماء.
كل واحد فينا كان له دور محدد في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة وادينا كل مهامنا على أكمل وجه وأنا راضي الحمد لله على ما قمت به بالتعاون مع زملائي في تحرير الأرض من براثن الاحتلال الإسرائيلي والدور الآن لبناء والحفاظ على الوطن ووحدة أراضيه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.