الطيران المدني ما بين النقد البناء.. وغضب المسئولين
يغضب بعض المسئولين من النقد وإن كان في صالحهم وتولد الكراهية تجاه النقد الموضوعي.. هؤلاء لا يتخذون من النقد البناء أداة للتعلم وتحسين العمل ومستوى الأداء وإنما يسيطر عليهم الغرور الجامح، ويتوهمون أنهم أصحاب علم وليسوا بحاجة إلى المزيد، وبدلا من التعلم من النقد فإنه يزداد أنانية ويتمادى في عشوائيات قراراته المجحفة والظالمة ظنا منه أنه بذلك يجهض النقد ويفشل الناقد، بالرغم أن النقد الموضوعي والبناء يركز على الأخطاء والسلبيات في سبيل الإيجابي..
في الطيران المدني حكايات وروايات بعض المسئولين يتقبلون النقد بصدور رحبة والبعض الآخر يصبون غضبهم على الناقد رغم موضوعيته في طرح الأفكار والرأي الموحد له حول الفكرة دون النظر إلى صاحبها..
الانتقاد ليس عيبا أو جريمة كما يتوهم البعض من ضعاف النفوس والقدرات إذا ما تحققت أدبيات النقاش حول وجهات نظر مختلفة وآراء موضوعية ودراية بموضوع النقد من خلال العلم والخبرة والحرفية في تناول الملفات التي تكون محل نقد، وينتج عنها مشاكل دون تحرك ملموس تجاه الأزمات والعمل على إيجاد حلول لها وتستمر المعاناة في غياب الفكر والتحرك السريع..
من حق المسئول أن يرفض النقد عندما يتجاوز إلى الهجوم وبأسلوب غاضب ولكن ليس مرفوضا إذا ما تحققت أدبيات النقد حول ملفات بعينها أو تجاوزات في العمل، لأن الغاية من النقد توجيه الأبصار نحو ملفات شائكة وقرارات مفقودة بشأنها قد تكون شعاعا يضئ الطريق لدى المسئولين بالطيران المدني من خلال الخبرة والحرفية وإتقان الصنعة..
على العموم، هناك مشكلة لدى البعض تتعلق بمفهوم النقد وممارسته كما تتعلق بتلقي النقد والتعامل معه ومن هنا وجب التنبيه عليهم بمراجعة الفهم للنقد والتعامل معه بإيجابية، لتحقيق التنمية والإصلاح والتقدم لهذا المرفق الحيوي، الذي يعد من ركائز بل ودعائم الاقتصاد القومي لا كأداة للنيل من صاحبها بقرارات عشوائية وشائعات لإخفاء الحقائق.