رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية إنشاء أول خط سكك حديد مصر، وهذه أهم بنود العقد والتكلفة ومدة إنجاز المشروع

صورة للسكك الحديدية
صورة للسكك الحديدية المصرية في عز مجدها، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1856 بدأ العمل في أول خط سكك حديد بمصر بين القاهرة والإسكندرية، لتصبح السكك الحديدية المصرية الأقدم في العالم بعد ‘نجلترا. 

 

تاريخ سكك حديد مصر 

تُعد سكك حديد مصر هي أول خطوط سكك حديد يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، حيث بدأ إنشاؤها في 1834 ومدت آنذاك قضبان خطوط السكة الحديد في خط السويس الإسكندرية إلا أن العمل ما لبث أن توقف بسبب اعتراض فرنسا لأسباب سياسية.

 

كان محمد علي باشا يفكر في بناء خط سكة حديد بين السويس والقاهرة لتحسين العبور بين أوروبا والهند وبسبب ضغط الفرنسيين الذين كانوا مهتمين ببناء قناة تصل البحر الأحمر بالمتوسط بدلًا من ذلك توقف المشروع. 

 

أعيد إحياء الفكرة مرة أخرى بعد 17 عاما في 1851 في خمسينيات القرن التاسع عشر،، وبالفعل وافق عباس باشا على المشروع وأبرم عقد مع البريطاني "روبرت ستيفنسون" Robert Stephenson - نجل جورج ستيفنسون "مخترع القاطرة الحديدية" لإنشاء خط حديدي يربط بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول 209 كم عام 1851، وقد وقع  العقد ستيفان بك Stephen ناظر الخارجية المصرية نيابة عن سمو عباس باشا ذلك من جهة  ومكليل اندروز بورثويك  Mclell Andrews Borthwick بالنيابة عن جناب روبرت ستيفنسون المهندس من جهة أخرى.

ومن أهم بنود العقد؛ إلزام روبرت ستيفنسون بتصميم وإشراف وإنشاء خط السكة الحديد وذلك مقابل 56 ألف جنيه يتم سدادها على دفعات، وأن يتم إنجاز الخط خلال ثلاث سنوات، ويكون الخط عند إنشائه ملكا للحكومة التي تتولى تشغيله بمعرفتها.

وهكذا بدء العمل في مشروع الخط الحديدي بين القاهرة والإسكندرية عام 1852، ونظرا للأطماع الاستعمارية استطاعت إنجلترا إقناع عباس باشا بإنشاء خط أخر يربط بين القاهرة والسويس، وقبل الانتهاء من خط القاهرة الإسكندرية والبدء في خط القاهرة السويس وتحديدًا في ١٤ من يوليو ١٨٥٤ اغتيل «عباس» ليخلفه في الحكم «سعيد باشا» الذي أوفى بالتزامات سلفه، وكان ما تم إنشاؤه من الخط عند مقتل «عباس» لا يتعدى سبعين ميلًا، فأصدر «سعيد» أوامره باستكمال الخط الأول والبدء في الخط الثاني وإتمام بناء محطة القباري، وبالفعل تم افتتاح الخط الأول " القاهرة - الاسكندرية" سنة 1856، في حين أن الخط الثاني " القاهرة - السويس" بدأ العمل في إنشائه 1856 وتم الانتهاء منه سنة 1858، كمان كان سعيد من المهتمين بالسكة الحديد فمد خطوطها لعدة أميال، حتى وصلت المساحة التي تغطيها في عصره إلى 246 ميلًا. 

 كان هذا أول خط سكة حديد في الدولة العثمانية بالإضافة إلى إفريقيا والشرق الأوسط، وفي نفس العام توفي عباس وخلفه سعيد باشا، الذي اكتمل في عَهده القسم بين كفر الزيات والقاهرة عام 1856 تلاه امتداد من القاهرة إلى السويس عام 1858، أكمل هذا الخط أول مسار نقل حديث بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، حيث لم يكمل فرديناند دي ليسبس قناة السويس حتى عام 1869.

 

السكة الحديد في عهد الخديوي إسماعيل 

سعى خليفة سعيد، الخديوي إسماعيل إلى تحديث مصر وأضاف الزخم لتطوير السكك الحديدية. في عام 1865 وصل فرع جديد إلى دسوق على نهر رشيد وافتتح طريق ثانٍ بين القاهرة وطلخا، مما أعطي صلة مباشرة أكثر بين القاهرة والزقازيق. 

 

في العام التالي وصل فرع جنوبي طنطا بشبين الكوم، وبدأت الشبكة بالانتشار جنوبًا على طول الجانب الغربي من النيل مع فتح الخط الفاصل بين إمبابة بالقرب من القاهرة والمنيا عام 1867 وتمت إضافة فرع قصير للفيوم عام 1868 كما تم الإنتهاء من الخط الفاصل بين الزقازيق والسويس في نفس العام.

 

 وفي العام التالي، امتد الخط المؤدي من طلخا إلى دمياط على ساحل البحر الأبيض المتوسط وإفتُتِح فرع إلى الصالحية، وبحلول عام 1877، كان لدى مصر شبكة من الخطوط الرئيسية وكانت دلتا النيل تمتلك شبكة جيدة. 

 

تم تعيين مجلس إدارة من أعضاء مصريين وبريطانيين وفرنسيين لترتيب شؤون السكك الحديدية وقاموا بنشر أول تقرير سنوي لها في عام 1879، وفي نفس العام، قامت الحكومة البريطانية بخلع إسماعيل باشا ونفيه واستبداله بابنه توفيق باشا. 

 

في عام 1882، ومع الاحتلال الإنجليزي للبلاد أُعيد بناء محطة مصر الرئيسية في القاهرة وتطورت الشبكة بشدة. 

 

السكك الحديد في العهد الجديد 

عانت البنية التحتية للسكك الحديدية المصرية من خلل في منظومة الصيانة والاحلال وتداعيات إهمال أصابها على مدى عقود فاتت بالتدهور وتسبب في عدة حوادث ضخمة، قبل أن يخصص الرئيس السيسي خطة إحلال وتجديد ضخمة،  لإحلال قاطراتها وعرباتها وتجديد السكك والمحطات وكهربة الخطوط والإشارات وكذلك إنشاء محطات جديدة، بتكلفة 9.8 مليار جنيه للمرحلة الأولى، وازدواج الخطوط المفردة عالية الكثافة وكهربة إشاراتها بتكلفة 37 مليار جنيه.

 

يجرى أيضا تنفيذ وإنشاء خطوط جديدة لخدمة الركاب والبضائع والربط مع دول الجوار بتكلفة 67.1 مليار جنيه لتصل التكلفة الإجمالية لمشروعات الإشارات والازدواج والخطوط الجديدة إلى 114 مليار جنيه.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية