أيها الإنسان.. ما أحمقك!
زلازل.. أعاصير.. فيضانات.. حرائق غابات.. أوبئه وغيرها من الظواهر الطبيعية يعيشها الإنسان منذ خلقه الله.. وطبعا كان لها أسبابها التى توصل العلم الحديث إلى بعضها ولم يتوصل إلى الكثير منها.. لكن هل للإنسان دخل فيها؟
في الماضى كانت الإجابة بالنفى هي الأوضح والأسرع، لكن في العصر الحديث يكون للإنسان ونشاطه أسبابا اضافية للأسباب الأصلية، سواء كانت بحسن نية أو بسوء نية.
وإذا كان لا دخل لنا بالأسباب الطبيعية، فالمسؤلية بالطبع نتحملها جميعا على الأسباب التى نخلقها وتؤدى إلى الاختلال البيئى ونقف جميعا في موقف المتفرج على من يذهبون بنا إلى الهاوية رغم المؤتمرات المتعددة التى تعقد هنا وهناك.
ومن باب التبسيط والتسطيح وعلى سبيل المثال خلق الله الفئران والقطط، القطط تأكل الفئران بقدر، فيحدث التوازن البيئى الذى أراده الخالق للأرض، فإذا قتلنا القطط توالدت الفئران ولا تجد من يحد من تواجدها، وبالتالى تنتشر الأمراض التى تنقلها.. وهكذا كان للتدخل البشرى دورا في الخلل البيئى الذى حدده الخالق حين خلق القطط والفئران بقدر وبدقة، فلا نلومن إلا أنفسنا إذا قتلنا القطط فهاجمتنا الفئران!
نقول كمان عما نفعله بنفسنا، كلنا مخطئون، كلنا مجرمون في حق أنفسنا، نعم تتفاوت درجة الجرم بيننا، لكن النتيجة واحدة، تتعدد الأسباب والمصير المحتوم واحد، سنذهب بحمقنا إلى النهاية المحتومة.
مثلا تنشأ الغالبية العظمى من الزلازل بسبب حركة ونشاط الصفائح التكتونية أسفل القشرة الأرضية، وللتوضيح البسيط تخيلوا قارة أفريقيا أو أوروبا مثلا تقف على قطعة من الصفيح، وهذه القطعة من الصفيح بها شقوق طولية وعرضية فماذا يحدث لو حدث ضغط على جانب من هذه الشقوق؟
بالطبع سينزل الجانب الذى تعرض للضغط أو للثقل الشديد مما يؤدى إلى حركة قد تكون عنيفة أو قليلة على حسب حجم الضغط أو الثقل من جهة ومدى عمق الشرخ من جانب آخر، يعنى سينخفض جانب ويصبح الجانب الآخر مرتفعا بالنسبة له بعد انخفاضه، وبالتالى ستتهاوى مدن ويدفن بشر وتنجو مدن وأخرى.
هذه هى الأسباب الطبيعية، لكن الجديد أن بعض الدراسات الجيولوجية تؤكد أن نشاطات بشرية قد تكون أسبابا اضافية لزيادة النشاط الزلزالى. مثلا ثقل الكميات الكبيرة جدًا للمياه المحتجزة في البحيرات خلف السدود وبناء المباني ذات الأوزان فائقة الثقل وحفر وحقن الأبار بالسوائل وعمليات استخراج الفحم وحفر الأبار النفطية واستخراج المياه الجوفية والغاز والبترول من طبقات الأرض.. الخ من أنشطة بشرية قد تؤدى إلى خلل فوق وبين طبقات الصخور فيؤدى ذلك الى زحزحتها عن مكانها وحدوث الزلازل.
برنامج “هارب”
وفي ظل أوجاعنا على الأشقاء في المغرب وليبيا وآلاف الضحايا يبدأ تسريب أخبار عن برنامج سرى علمى أمريكي يفتعل الكوارث الطبيعية اسمه هارب، وينسب أصحاب نظرية المؤامرة إلى هذا البرنامج زلزال المغرب والعاصفة دانيال في ليبيا وحرائق غابات الجزائر وفيضانات اليونان، ويؤكدون أن هذه الظواهر الطبيعية مصطنعة أو حدثت بفعل فاعل، وهو هارب.
و"هارب" هو برنامج علمي أمريكي متخصص في دراسة الغلاف الأيوني، بافتعال الزلزال وأطلق عليه البعض سلاح هارب أو برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد، وتم إنشاؤه في المنشآت العسكرية في جاكونا ولاية ألاسكا، ويحتوي على 180 هوائيا موزعة على مساحة 14 هكتارا، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي السفلي للأرض بغرض تحليل وتطوير تكنولوجيا المجال الأيوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة وللتحكم في المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التي تنتجها الطبيعة.
في حين ينفى بعض الخبراء ذلك لأن أعماق الزلازل أكبر بكثير من العمق الذى تصل إليه هذه الموجات، بالاضافة أن الواقع يقول أيضا إن الحرائق والاعاصير تهاجم العديد من بلدان الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، ولا يعقل أن يكونوا هم السبب فيها.
لكن ردود أصحاب نظرية المؤامرة جاهزة ومتعددة، ومنها أن ما يحدث في الغرب قد يكون بسبب نتائج طبيعية لظواهر طبيعية أو لأسباب بشرية عامة تعانى منها الكرة الأرضية كلها، لكن ما حدث من فيروس كورونا وبعض الأمراض البيولوجية المعروف مصدر تخليقها وإخفاء الأدوية الحديثة المكتشفة لعلاج بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان حتى تظل المصانع الامريكية والغربية مستمرة في إنتاج الأدوية يؤكد نظرية المؤامرة.
والسؤال إلى متى يظل العالم الثالث فئران تجارب ومناجم للمواد الخام ومسرحا للمؤامرات الغربية في سبيل تحقيق أحلامهم أو لتجاربهم أو لأفعالهم وهل يكون المثل الشعبى الشهير معكوسا الآن: يعملوها الكبار ويقع فيها الصغار!
yousrielsaid@yahoo.com