ذكري الباشمهندس فؤاد !
في أحد الاحتفالات بمدرستنا أبوتيج الثانوية بنين استضافت الإذاعة المدرسية عددا من مديري مدارس المدينة.. كان من بينهم المهندس فؤاد عامر مدير المدرسة الثانوية الميكانيكية.. سأله زميلنا الذي كان يدير الحوار أمام المئات من الطلبة وعشرات الضيوف: في ختام اللقاء.. هل يمكن أن تذكر لنا نكتة؟ رد بسرعة وهو يبتسم: أنا المهندس فؤاد.. ولست فؤاد المهندس!
نتذكر القصة اليوم وتمر علينا ذكرى الفنان الكبير فؤاد المهندس.. والذي يستحق وصف مهندس الكوميديا في مصر ليس فقط لقدرته علي الإضحاك.. وإنما لقدرته الفذة علي تقديم نفسه كمؤسسة متحركة.. تلعب الدور البارز في ساعة لقلبك منذ الخمسينيات ويساهم في إنجاح أعمال غيره في السينما كأبرز أبطال الدور الثاني كحال معبودة الجماهير وقبلها الشموع السوداء وغيرها بعد أن كان ذلك حكرا علي عبد السلام النابلسي وعبد المنعم إبراهيم وآخرين..
لكنه يفعل ذلك وهو نجم المسرح الكوميدي الوريث الشرعي والامتداد الطبيعي ل نجيب الريحاني.. وبالطبع ليس للحسابات المصرية المعقدة بين المسرح والسينما.. إذ شهدت الفترة ذاتها بداية انطلاقته كبطل مطلق في أفلامه خاصة مع شويكار وغيرها..
يتبقي.. فضلا عن ذلك.. بطولاته السحرية للمسلسلات الإذاعية الكوميدية ومعها وباقتدار يقدم دور المصلح الاجتماعي وجرس المجتمع الأمين الحكيم في كلمتين وبس ليكون أهم صوت مصري يعرفه ويحفظه الناس!
الكثيرون يحكون عن تواضعه وكيف ساعد غيره دون تردد بثقة الكبار في أنفسهم.. ولذلك ليس صدفة أن يخلد اسمه كأحد أهم نجومنا ورموز قوانا الناعمة..
رحم الله مهندس الكوميديا العظيم فؤاد المهندس!