رئيس التحرير
عصام كامل

عاجل لأصحاب الفخامة (11)

* الدكتور مصطفى مدبولي

بيانات الهيئة العامة للرقابة المالية أكدت أن مليونًا و708 آلاف مصري، اقترضوا خلال النصف الأول من العام الحالي 20 مليارًا و500 مليون جنيه لأغراض استهلاكية منها الطعام، رغم علمهم بالارتفاع الكبير في أسعار الفائدة المركبة التي تتضاعف مع التعثر عن السداد.

 

المبلغ الذي اقترضه المصريون يعادل نحو 660 مليون دولار، أي يزيد عن قيمة بيع الحكومة لـ30% من أسهم الشركة الشرقية للدخان لصالح شركة غلوبال الإماراتية والتي بلغت 625 مليون دولار.

 

معالي رئيس الوزراء.. لو أن تلك القروض موجهة لمشروعات إنتاجية لتفاءلنا خيرًا بأن البلد فيها عمل وإنتاج، غير أنها لدواعي استهلاكية، بمعني أن احتمالات تعثر أغلب مقترضيها عن السداد وارد، وأن النتيجة المتوقعة مطالبات ومحاكم وأحكام ومطاردات وسجون.. "وربنا يسترها على المصريين".

 

* الهئية الوطنية للصحافة

أعلم جيدًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم خلال الشهور القادمة، غير أن صعوبة المرحلة لا تحتمل الاعتماد على من لا يمتلكون من أدوات المهنة سوى العلاقات، التي مكنت كثيرين من احتلال مواقع صحفية مرموقة لسنوات، دون أن يحققوا للدولة أو لأنفسهم تأثيرًا يبتعد مترًا واحدًا من مكاتبهم، وانحصرت إنجازاتهم في جعل أغلب الصحف لا يقرأها سوى القائمين على تحريرها.

 

أصحاب المعالي.. روشتة نجاح المرحلة لا تحتمل المجاملة أو اقتراحات تطوير شفهية، بل معادلة أدواتها "مهنيون وعمل مهني محترم" يستعيد ثقة المواطن في الكلمة المطبوعة، بعيدًا عن تفاهات التريند، والعودة إلى "صحافة الناس" بمفهومها البسيط الذي يطرح أوجاع البسطاء من خلال قوالب صحفية معروفة اندثرت بأيدي عباقرة، فإذا ما تحققت تلك المعادلة، فسيتحقق ما تبحثون عنه، وتصلون برسالتكم المنشودة إلى الجميع مهما كان محتواها.. وبس.

* وزير السياحة والآثار

 

تمثال رمسيس الثاني الذي وضع في المدخل الرئيس لمعبد الأقصر، أثار ردود فعل غاضبة بين عشرات الأثريين المصريين، بعد أن ظهر -طبقًا لاتهاماتهم- منتفخ البطن، قصير القامة، أحدب الظهر، رفيع الذراعين والساعدين بشكل لا يتناسب وباقي أجزاء الجسم.

 

معالي الوزير.. الحديث لا يتعلق بنموذج مسخ تم وضعه في مدخل مجلس مدينة مطوبس، ولكنه أثر لأشهر ملوك مصر القديمة، وفي موقع يُعد الأهم والأشهر بين مواقع التراث العالمي، أي أن الأمر لا يجب أن يؤخذ من زاوية العناد، لاسيما أن الاتهامات التي وجهت لعملية الترميم خرجت من متخصصين، أكدوا حدوث تدخلات غير ضرورية على جسم التمثال أدت إلى تغيرات أثرت بشكل سلبي في قيمته وأصالته.

 

أي أن حساسية الأثر وقيمته تحتم تشكيل لجنة من الخبراء لمراجعة الأمر والبت في مدى صلاحية التمثال ووضعه في مكان بتلك القيمة العالمية.. "دا ترميم أثر مش مرمة يعملها مبيض محارة يا سيادنا".

* أطراف الصراع في السودان

لعن الله السلطة والمتناحرين عليها، إن كان مقابلها ضياع شعب، وقتل أبرياء، وخراب دولة، وهو الطريق الذي سرتم فيه منذ 15 أبريل الماضي ومازلتم، دون أدنى اعتبار للحال المأساوي الذي بات عليه السودانيون في الداخل والخارج، والذي وصل إلى حد العجز عن دفن الأبرياء الذين سقطوا بنيرانكم المسمومة.

 

فمنذ أيام نشرت صحفية "الجريدة" السودانية صورة مؤلمة لأهالي "أم درمان" وهم يقومون جبرًا بدفن العشرات من الجثث في شوارع المدينة، بعد أن تعفنت واكتظت بها الطرقات وباتت طعامًا للكلاب، وعجز الأهالي وفرق الهلال الأحمر عن الوصول بها إلى المقابر تحت وطأة القصف.

 

الأشقاء المتحاربون.. كفاكم قتلًا وتخريبًا، فالحرب لن تفضي بمنتصر، والجميع خاسرون وعلى رأسكم السودان الذي ادخلتموه في نفق مظلم لا يعلم مداه إلا الله.

 

* رئيس الوزراء الإسرائيلي

كشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس ومنظمة بيتسيلم الإسرائيلية أن مجموعة مسلحة مكونة من 50 مجندًا من قوات جيش الاحتلال، اقتحمت في العاشر من يوليو الماضي منزل عائلة العجلوني وسط مدينة الخليل، وأجبروا 5 سيدات فلسطينيات من أفراد العائلة على خلع ملابسهن والتعري عنوة أمامهم.

 

جنود جيش الاحتلال هاجموا السيدات الـ5 بكلاب هجومية ضخمة وصلت إلى حد الملامسة، مما أصابهن وأطفالهن بالهلع، وهددنهن بإطلاق الكلاب عليهن جميعًا إن لم يمتثلن للأوامر وخلع ملابسهن والتجول أمامهم في المنزل.

الوالدة الخمسينية، وابنتها، وزوجات أبنائها الثلاث، اضطررن من فرط الرعب والخوف إلى تنفيذ الأمر جبرًا، وسط دموع لن تنقطع، وجراح لن تلتئم، وصرخات لن تمحى من ذاكرة الأطفال، ومعها الضحكات القاسية من جنودكم المجرمين.. "بالله عليك في دناءة أكتر من كده؟!".

الجريدة الرسمية