رئيس التحرير
عصام كامل

أغرب من الخيال! (1)

قبل أربعين عاما كانت البشرى لهذه الأسرة ميسورة الحال والتي تعيش بإحدى المحافظات الكبيرة أن تحصل ابنتهم أخيرًا على الدكتوراه في تخصصها المهم.. السعادة مزدوجة في بيت زوجها تماما كما في بيت ابيها!


لم تمر سنوات طويلة إلا وجاء العرض المغري والذي يقدر علمها ودراساتها من جامعة باحدي البلاد العربية الشقيقة..التخصص النادر والتميز مع وظيفة مرموقة بجامعة مهمة في البلد الثري  يقدرون جميعا علي توفير الفرصة الرائعة لتعويض الغربة وتوفير حياة جيدة خاصة مع عدد الأبناء وقد وصلوا رغم العلم والتعليم والتفوق إلي نصف دستة أبناء! 


مرت الأيام.. ودارت.. وكبر الأبناء.. وتزوجت البنات الخمسة.. وبقي الأبن الاصغر وحيدا.. فقد رحل الزوج وتركها وتركهم.. فربتهم.. وكانت الأب والأم.. لم تبخل عليهم بشئ.. بل كانت غربتها أصلا من أجلهم!


كانت الثروة الطائلة التي أضيف إليها ثروة الزوج محل جدل لم يتوقف مع بناتها ليل نهار.. يطالبن بحظهن في تركة والدهن.. وكان ردها أن كل ما تمتلكه هو لهم جميعا.. وأن أخيهم الغائب علي سفر لعمله البعيد له أيضًا حظه من الثروة كلها.. وقالت لهن مرارًا أنها جاهزة لتلبية كل طلباتهن دون الحاجة إلي حديث عن التركة أو الميراث.. ثم تحول الامر إلي مزاح وتقول: "مستعجلين ليه علي موتي يا ولاد"! 

بلطجية وتقارير مزورة


كانت تدرك داخلها أن ما تسمعه وتحول إلي جدل تحول إلي صياح ومشاكل ومعارك بالصوت العالي ليس كلام بناتهن.. إنما ضغوط أزواجهن ممن يريدون حل أزماتهم علي حسابها.. رغم كل ما تمنحه لهم وهو كبير.. بل كبير جدا.. فاق التركة والميراث بمسافات بعيدة.. فالتركة وقد ذهب أغلبها لعلاجه قبل رحيله لا تسوي شيئا!

   
لكن الشيطان لا يجلس علي مقاعد المتفرجين.. الشيطان مهمته أن يتدخل في مثل هذه المشكلات لتستحيل علي يديه وبوسوساته الخبيثة إلي الشر كله! فماذا جري؟! جري ما هو أغرب من الخيال!


إتفقت عصبة الشر علي ما تهتز له السماء.. ما تنخلع له قلوب الأسوياء.. كل أسوياء الأرض..
كان الحٓجر علي الأم هو رأي الشيطان في الأمر.. لكن إبليس لن يتركهن هكذا بلا حيل وألاعيب.. فالقاضي.. أي قاض.. سيناقش المطلوب الحجر عليه.. والأمر ليس هين فلا أدلة علي سفه أو سلوك غير أمين علي الذات..

 

هنا يقدم الشيطان الحل: ان تدخل الأم مستشفي للمجانين! لكن كيف ذلك وهي ليست كذلك؟! أن تجن بالتقارير المزورة.. كيف ذلك أيضًا؟! أن تهلوس من صدمة كبري! ولكن ما الصدمة الكبري؟!  

عدوان علي الأم! ومن سيقوم به؟! سؤال ساذج جدا.. البلطجية وما أكثرهم.. وقد كان.. بلطجية أشداء لا يخافون من الله ولا من الناس.. هي وحيدة في بيتها.. الجيران نائمون.. ها هي نسخة من مفاتيح المنزل.. وهذه خريطة المنزل نفسه.. 

 

 

عدوان قاس وكتم أنفاس ومنع من الصراخ ومن الإستغاثة مع حقنة مخدرة ثم نقل إلي مستشفي خاص للأمراض النفسية والعصبية!.. ولكن ليس للبلطجية أهلية لإدخالها بأي مشفي.. وهل هذه مشكلة ؟! البنات أو بعضهن سيسبقوهم إلي هناك للتمهيد للفعل الأثيم.. وقد كان! 
(غدا نكمل المأساة التي تهتز لها السموات والأرض ولدينا نسخة من قرارات الجهات المختصة والتقارير الطبية الحقيقية.. و.. والهدف من النشر)!

الجريدة الرسمية