التيار الحر والإخوان !
لولا بلاغ كمال أبو عيطة ضد هشام قاسم لما كان تأسيس التيار الليبرالي الحر قد لفت الانتباه.. فقبلها كان الانطباع الأغلب عن هذا التيار أنه يمنح اهتماما للشأن الاقتصادى أكبر من الشأن السياسى، لأنه ركز فى بيان تأسيسه على المشاكل الاقتصادية والإصلاح الاقتصادى من منظور رأسمالي..
وهذا يفسر أن من شاركوا في التأسيس كانوا يبحثون عما يميزهم ويبعدهم عن الأحزاب اليسارية التى كانت تشاركهم عضويةَ الكتلة المدنية، والتى تختلف رؤاه الاقتصادية عنهم، ويفسر أيضا لماذا البعض اعتبر أن تأسيس التيار الليبرالي الحر هو عمليا شق لصفوف الكتلة المدنية، كما يفسر لماذا هاجم أبوعبيد الناصرى التيار والمتحدث الرسمى باسمه.
غير أنه بعد حبس هشام قاسم ومحاكمته ، أفصح التيار الحر عن اهتمامه السياسى من خلال البيان الذى أصدره، وطالب فيه بالإفراج عن متحدثه الرسمى، ثم تصريحات محمد السادات أحد المشاركين في تأسيسه، والإعلان عن أن التيار سوف يكون له مرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، سواء من أعضائه، أو من خارجه إن لم يترشح أحد من أعضائه.. وبعد إعلان السادات أنه لن يترشح فهناك داخل التيار جميلة إسماعيل وأكرم قرطام يتطلعان للترشح.
ومادام التيار الليبرالي الحر أعلن أنه ليس مجرد كيان اقتصادى فقط كما أعطى الانطباع الأولى، وأنه كيان سياسى أساسا فقد بات ملزما أن يحدد موقفه من الإخوان بوضوح، خاصة وأن أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة سبق أن أعلن عزمه إحياء الجماعة مجددا.