حتى لا نصبح مجرد سوق للبريكس
الحصول على عضوية تجمع البريكس خطوة مهمة وإيجابية وفي الاتجاه الصحيح ولكنها تظل خطوة في بداية طريق طويل، وحتى نستفيد من أي تجمع اقتصادي لابد أن ننتج أكثر مما نستهلك.. وأن نصدر أكثر مما نستورد، وهذا هو أساس كل مشاكلنا والحل لكل مشاكلنا أيضا، وأن يكون الاكتفاء الذاتي على رأس الأولويات بحيث يكون المنتج له ميزة نسبية كما كنا متميزين بالقطن المصرى زمان.
وهذا يحتاج إدارة ناضجة ومنظمة وتلك تحتاج علما سليما، والعلم محتاج تعليم منتج لعقول تعرف تدير وتتكلم لغة العصر، وغير ذلك سنصبح مجرد سوق للبريكس بدليل أننا أعضاء في أكثر من تجمع اقتصادي. لم نستفد منها كثيرا ذلك أن البريكس تجمع سوق بين اقتصاديات دول كبيرة ومنتجة وعلى قدر إنتاجك وإسهامك ومبادرتك ومنافستك ستجنى العديد من الفوائد..
على الجانب المعنوى والسياسى.. وربما يسهم انضمام مصر إلى عضوية بنك التنمية الجديد التابع لدول بريكس، في فتح آفاق واعدة لتأسيس شراكات فعالة بينها وبين الدول الأعضاء، خاصة فيما يتعلق بمشروعات البنية التحتية، وسيحقق عوائد متنوعة للاقتصاد الوطني..
منها إتاحة تمويلات من خلال بنك التنمية الجديد، الذي انضمت مصر لعضويته، لتمويل مشروعات البنية التحتية وتنويع مصادر التمويل، إضافة إلى الاعتمادات المحلية في التبادل التجاري مع الدول الأعضاء في بريكس، مما يخفف من الضغط على الدولار اللازم لتوفير النقد الأجنبي للاستيراد..
أهداف أعضاء البريكس
وربما يتم الاتفاق بين أعضاء البريكس على إنشاء عملة موحدة فيما بعد سبق وتم الاتفاق بشكل مشابه مع الهند ويوغوسلافيا أيام جمال عبدالناصر مما يسمى بانفتاح التعاون الثلاثى لإزالة الجمارك وتصبح التجارة حرة وتلك هي الخطوة التي تعمل من أجلها مصر..
أما مسألة خلق نظام ينهى سيطرة الدولار فهذا كلام للتمنى.. لأن هناك أكبر سرقة في التاريخ منذ أن اتخدنا الدولار كعملة للتسويات التجارية.. فهم تعهدوا أن كل 35 دولار يتم إصدارها سيكون بمقابلها أوقية ذهب.. ولكن سنة 1974 خرج نكسون وألغي نظام غطاء الذهب.. فأصبح الدولار يتم طبعه دون أى قيمة.. لانه يطبع كما يحلو لهم..
وأيام المنافسة مع الصين تم طبع 900 مليار دولار ومع ذلك أمريكا هى أكبر الدول المدينة في العالم، والبريكس غير قادرة علي إصلاح هذا الخلل لأن الصين أكبر حائز للدولار كعملة للاحتياطى، تلك هي الحقائق التي يجب أن نعرفها قبل أن تأخذنا أحلام الانضمام إلى غياهب التمني ونصبح مجرد سوق ليس إلا..
ولابد من الإشارة إلي أن مصر أصبحت في أخر 10 سنوات بلد منفتحة على كل اقتصاديات العالم والسيسي أصبح على علاقة قوية مع رؤساء الدول وتم حل العديد من المشاكل بين روسيا وأمريكا ويمكننا الاستفادة مبدئيا من النظام المالي المقترح القائم على المساواة والتكامل بين الدول الأعضاء.
هناك أهداف مشتركة لأعضاء البريكس منها تحويل المنظمة إلى منافس جيوسياسي كامل لمجموعة السبع، وإيجاد عملة موحدة للدول الأعضاء للحد من سيطرة الدولار وزيادة معدلات التجارة والاستثمارات بين الدول الأعضاء لتكون بريكس مسؤولة عن حصة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مثل مجموعة السبع التي تضم كلا من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة..