حسن الرشيدي.. وداعا!
رحيل هادئ للكاتب الصحفي الكبير حسن الرشيدي.. رحيل يشبه صاحبه وقد اختار أن يبتعد عن أي صخب حتي في ظل توليه المناصب والمهام علي كل اتجاه.. فهو رئيس التحرير وهو المؤسس لصحيفة المسائية التي تحولت بعد انتقالها من دار التعاون إلي أخبار اليوم إلي الأخبار المسائي..
ونشهد له وقد انطلقت الصحيفة في عصر الرئيس مبارك أنها كانت عزفا نشازا في الصحف القومية، حيث كانت مساحة النقد والمعارضة فيها ربما يتفوق وبلا مبالغة عن مساحته في بعض الصحف الحزبية! حتي توقعت عدم استمراره من مساحة الحرية التي اتخذها لنفسه ومنحها لكل أقلام المسائية وقتها!
لم أعاصر حسن الرشيدي عضوا بمجلس نقابة الصحفيين، وإن كانت السيرة العطرة تطارد صاحبها أينما حل ، وهكذا كان الرجل أداؤه رفيعا نقابيا ومحررا بارزا لشئون الطيران وغيره!
حسن الرشيدي.. أستاذي الذي لم أعمل معه.. وقد اعتبرني أخا أصغر له فقد كان ودودا إلي أقصي درجة ممكنة ، وكان شهما إلي الحدود المثالية وكانت ابتسامته لا تفارقه مهما كان شكل ونوع الموضوع الذي يناقشه، والموقف الذي يعيشه والظرف الذي يمر به.. حتي لا نتذكر كيف عرفناه وتعرفنا عليه.. كل ما نتذكره علاقة المودة الكبيرة التي صارت!
كنا نأمل أن يحتل قلم حسن الرشيدي مساحة ثابتة في صحيفة كبري، وهو القلم الوطني المخلص الهادئ، وهو من منح عشرات الأقلام الفرص والمساحات.. وخدم الجماعة الصحفية سنوات طويلة.. وخاصة أنهم يعرفون طباعه.. وحرصه علي اعتباره وكرامته.. ولكن أشياء كثيرة تحتاج إلي مراجعة!
ها هي الأيام تمر.. تحمل معها مرض مفاجي لم يستمر لأيام أو ربما كان الإعلان عنه هو المتأخر لينتهي برحيل مفجع وحزين!
رحم الله حسن الرشيدي.. الكاتب الصحفي الكبير المحترم.. وألهم أسرته وزملائه في دار التعاون التي ترأس مجلس ادارتها والاخبار المسائي التي أسسها ومحبيه في كل مكان كل الصبر.. وإنا لله وإنا إليه راجعون!