الإسلام والمشاهير!
كما أطلقنا تعبير التأخون اللاإرادي وهو باختصار عن أولئك ممن يظنون أنهم أعداء للجماعة، لكنهم في الواقع متأخونون دون أن يدروا وأغلب معلوماتهم عن معظم القضايا السياسية والتاريخية إخوانية بالتمام والكمال.. وإنهم ضحايا لجهاز الجماعة الإعلامي الرهيب الذي تمكن من عقول المصريين لنصف قرن..
حتى إن بعضهم سيرد عليك بنصوص ومصطلحات إخوانية في الأساس إذا سألته في عديد من الموضوعات من أول تعريف العلمانية إلى رأيه في حرب 56 وتأميم قناة السويس والاشتراكية وبطولات بعض الأجهزة الوطنية وقصص التعذيب وصدقها والعلاقة مع بعض الدول الأخرى إلخ إلخ حتى إن بعضهم يتحول إلى أسطوانة، ويكون الأمر ليس مستفزا فحسب ومضحكا أيضًا!
ونقول: وكما أطلقنا التعبير السابق نبحث اليوم عن تعبير آخر مناسب يلخص حالة أولئك ممن يرون أن المتطرفين انحرفوا في تفسير وفهم دين الله العزيز الحكيم.. وأن الإسلام لم يأمر بما يفعلونه ويدعون إليه.. ولكنهم في أول تعبير عن فهمهم هم لدينهم.. أو للدين الذي من المفترض أنه دينهم.. ينكشف الالتباس الذي لديهم والخلط الذي حول الأفكار المتطرفة في ذهنهم إلى تصور عن الدين ذاته!
ليس فقط في كتابات البعض ممن يشجعون كل تمرد وأي تمرد عن صحيح الدين.. وليس عن صحيح التطرف.. بل وصل إلى حد ما يمكن وصفه بالتنصل من الدين نفسه!
أحدهم أو إحداهن.. أو حتى بعضهم أو بعضهن يقولون لك صراحة أنا مسلم -أو مسلمة- بالوراثة.. لكن ديني هو المحبة! ماذا يعني ذلك غير أن الإسلام ليس دين المحبة؟! هل لها معنى آخر؟!
وحتى لا يساء التفسير.. فحب واحترام الديانات الأخرى وأصحابها المؤمنين بها فريضة.. والأوامر الصريحة في الإسلام لا تحتاج إلى شرح.. وبالتالي ليس هناك تناقض أن تعرف دينك الحقيقي وتعاليمه وكيف يدعوك للخير وللصدق وللأمانة وحفظها وردها وللكف عن الأذى حتى لو كان على الطرقات وكيف تحترم رجال الدين والنساء والأطفال والشجر والحجر حتى لو في الحروب والمعارك..
وكيف أن كظم الغيظ والعفو عند المقدرة والتسامح من شروط الإيمان الصحيح، وأن صناعة البسمة والبهجة والسرور على الآخرين والتوصية بالجار بغض النظرعن دينه وبعابر السبيل والفقير والضعيف بغض النظر عن دينهم من علامات الإيمان الحقيقي.. من تحيتهم السلام لا يعرفون إلا المحبة والخير والحق والجمال!
أما في لحظة ووسط ضجيج مصطنع نخلط الحابل بالنابل.. فعفوا!