رئيس التحرير
عصام كامل

مساجد آل البيت بركة ومنافع اقتصادية

منذ شهور قليلة وفي منصات إعلامية مشبوهة ومعروف أن خلفها جماعة الإخوان الإرهابية تم الترويج بمنهجية مسمومة، أن الدولة قررت هدم مساجد وأضرحة آل البيت لصالح مشروعات استثمارية؛ مما جعل مجلس الوزراء ووزارة الأوقاف يكذبان هذه الشائعات جملة وتفصيلا، لكن أهل الشر ظلوا يرددون تلك الشائعات لعلها تؤلب الشعب المصري على حكومته؛ لكن ها هي الحقائق تظهر جلية، وها هو الرئيس السيسي بنفسه يفتتح مساجد آل البيت بعد تطويرها وآخرها مسجد السيدة نفيسة بعد تطويره.

وقد أمر الرئيس السيسي منذ فترة ليست بالقصيرة بالاهتمام الشديد بمساجد آل البيت؛ لذا تم تنفيذ خطة لعمل مسار للزيارات الخاصة بمساجد آل البيت بأحياء المنطقة الجنوبية للقاهرة، والذي يبدأ من مسجد السيدة زينب، وينتهي عند مسجد السيدة عائشة، وتتضمن الخطة تنفيذ مشروع لرفع كفاءة وتطوير مسار آل البيت، بطول 2 كيلو متر تقريبا.. 

والذي يضم عدة مواقع منها: مسجد السيدة زينب - ضريح سلار وسنجر - مسجد أحمد بن طولون - متحف جاير اندرسون - بيت ساكنه باشا - مسجد السيدة سكينة - ضريح محمد الأنور- قبة شجرة الدر - قبة عاتكة والجعفري - مسجد السيدة رقية - قبة فاطمة خاتون - قبة الأشرف خليل - حديقة متنزة الخليفة - وصولا إلى مسجد السيدة نفيسة، ويضم عدة شوارع مثل شارع بورسعيد وشارع عبد المجيد اللبان وشارع الأشراف وشارع الخليفة.

ومن المعروف أن مسجد السيدة نفيسة من أهم مساجد آل البيت الموجودة في مصر، التي تعد مهمة للجذب السياحي، ويعد افتتاح مسجد السيدة نفيسة خطوة ضرورية لإحياء القاهرة التاريخية واستعادة مكانتها، وهو خير دليل على التنمية والبناء، ووسيلة كبيرة للسياحة خاصة الدينية.. 

فافتتاح مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي، وافتتاح مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، ومسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، ومسجد الظاهر بيبرس، والحاكم بأمر الله، والسيدة فاطمة النبوية، بعد تطويرها تطويرا يليق بمكانتها وتاريخها يعكس اهتمام الدولة الحقيقي والقوي بمساجد آل البيت والمساجد بصورة عامة. 

وقد أبدت دول كثيرة سعادتها بهذه اللمسة الطيبة بتطوير مساجد آل البيت، خاصة أندونسيا والأشقاء العرب بما يؤكد أن قرار الرئيس بتطوير مقامات ومساجد آل البيت سيكون له مردود عالمي. وتطوير الطرق والميادين والمرافق المحيطة بمساجد آل البيت، ستجعلها أكثر جذبا للزائرين، وأسهل في الوصول إليها، ما يعيد إلى تلك المساجد والأضرحة مريديها. 

وقد بدأت عملية التطوير بمسجد الحسين، الذي تكلف 150 مليون جنيه، ضمن مخطط تطوير القاهرة التاريخية، وهو ما رحب به جموع المسلمين ومحبو آل البيت، فحجم التطوير الذي طال مسجد الإمام الحسين يعد غير طبيعى وغير مسبوق، وجرى من عدة شركات متخصصة كانت تعمل فى وقت واحد، ما جعلها ننتهى من تطويره فى زمن قياسى. 

السياحة الدينية وأضرحة الاولياء

ويأتي الاهتمام بمساجد وأضرحة آل البيت في مصر من قبيل الاهتمام بالسياحة الدينية بصورة عامة، والاعتناء بهذه الأماكن لن يسهم في تعزيز السياحة الداخلية فحسب، وإنما ستدعم السياحة الدينية الأجنبية القادمة من دول مثل العراق وباكستان وماليزيا والهند.. 

وينبغي وضع السياحة الدينية بجميع طوائفها ضمن خطة تنشيط السياحة والبحث عن أسواق جديدة، وينبغي أن تتولي شركات السياحة عمليات الترويج مع الجهات المسئولة، فالسياحة الدينية ستكون بمثابة طوق النجاة التي يمكن أن تتعلق به الشركات السياحية في أوقات الأزمات، فإذا تم ترويجها بشكل لائق فإنها ستحقق أرباحا عالية، كما أنها تفتح أسواقا جديدة غير تلك التقليدية التي تتعامل معها الشركات. 


ومصر تستطيع استقطاب تيارات مختلفة بجانب الثلاث ديانات، حيث تضم مقامات مختلفة يهتم بها العرب والمسلمون والطوائف المتعددة في جميع أنحاء العالم ويحبون زيارتها. 


ويجب الاهتمام بأتباع هذه الطوائف حتى خارج النطاق العربي مثل الجمهوريات الاسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي والتي تمثل سوقًا جيدة لمصر يمكن استقطابها وينبغي انشاء شركة كبيرة تتولي تنظيم الرحلات والبرامج السياحية المختلفة شاملة جميع مكونات المنتج السياحي من نقل وإقامة وزيارة لتساعد في رسم صورة سياحية آمنة تطمئن السائحين بالخارج.

ونستطيع أن ندرك أسباب الاهتمام بطائفة البهرة، فعندما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مسجد السيدة نفيسة حضر معه الافتتاح سلطان طائفة البهرة مفضل سيف الدين، وذلك أن جماعات البهرة وأكثرهم من الهند وباكستان، من أبرز الزوار لمساجد آل البيت وخاصة مسجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وهم يأتون بأعداد كبيرة لتلك الزيارة؛ مما يستدعي الاهتمام بهم وتقديرهم والعمل على راحتهم لأنهم ينشطون السياحة الدينية بصورة كبيرة، مع مساهمتهم المادية في تطوير بعض المساجد التي يفضلونها في الزيارة.

الجريدة الرسمية