مصير الاقتصاد العالمي بعد خفض التصنيف الائتماني لأمريكا.. توقعات بحدوث أزمات اقتصادية.. وخبير يوضح مدى تأثر مصر بحدوث أي خلل لاقتصاد واشنطن
خفضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية من AAA إلى AA+ الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا القرار والنتائج المترتبة عليه، وما هو مصير الاستثمارات ومعدلات النمو الاقتصادي بالدول الناشئة، وتأثير هذه النتائج على معدلات التضخم العالمية والنمو الاقتصادي وسعر صرف الدولار وتوافر النقد الأجنبي.
مصير الاقتصاد العالمي بعد خفض التصنيف الائتماني لأمريكا
من جانبها قالت الدكتورة هدى الملاح مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسة الجدوى، إن أهم الأسباب التي دفعت وكالة "فيتش" إلى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية هو التغير الذي نشهده في مختلف النواحي الاقتصادية.
كما أن الدولار لن يكون هو القوة المؤثرة والمهيمنة خلال السنوات القادمة، خاصة في ظل سعي مجموعة "بريكس" لتفعيل دور العملات الخاصة بدول الأعضاء المشاركة بها ، واعتمادها في عمليات التبادل التجاري.
قوى اقتصادية جديدة على الساحة
وأضافت خلال تصريحات خاصة لـ فيتو، أن الدولار ستقل أهميته بشكل كبير بمجرد تفعيل دور هذه المجموعة، خاصة مع وجود قوى اقتصادية جديدة ظهرت على الساحة، أثرت على موازين الاقتصاد العالمي، في ظل سعي روسيا لتقليل سيطرة الدولار وهيمنته على السوق العالمي، فكل هذه العوامل لها تأثير كبير على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة القادمة.
خريطة استثمارية للمشروعات الصغيرة
وأكدت على ضرورة العمل على زيادة الصادرات وتحجيم الاستيراد من الخارج، لتقوية الناتج المحلي الإجمالي وزيادة معدلات النمو وقلة نسب البطالة، وذلك من خلال الاهتمام بالصناعات الصغيرة وعمل دراسة جدوى لها والعمل على تمويلها، وتسهيل كافة العقبات أمام المستثمر المصري للوصول إلى نسبة الصادرات المستهدفة، وذلك من خلال وضع خريطة استثمارية بشكل صحيح للوصول إلى النتائج المستهدفة.
إصلاح بيئة ممارسة الأعمال لدمج الاقتصاد غير الرسمي
وأشارت إلى أهمية تفعيل دور الكوادر البشرية من الخبراء والمتخصصين للاستفادة منهم في هذه المشروعات، والعمل على تصنيع البدائل بدلا من استيرادها من الخارج، والاعتماد على السلع البديلة عند الحاجة مما يساهم في تنوع المصادر وعدم الاعتماد على سلعة أو مصدر واحد، والعمل على إنشاء وحدة ضرائب لهذه المشروعات الصغيرة، على أعلى المستويات ووجود كوادر مدربة لإصلاح بيئة ممارسة الأعمال، لدمج الاقتصاد غير الرسمي في سوق الاستثمار المصري بمختلف المجالات.
الاقتصاد الأمريكي سيشهد فترة صعبة
ومن جانبه، أوضح الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، أنه من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الأمريكي فترة صعبة خلال السنوات القادمة، فهذا يعد من أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت وكالة فيتش لتخفيض التصنيف الائتماني بها، فمنذ عام 2020 شهد الاقتصاد العالمي حالة من التخبط، خاصة مع تداعيات أزمة فيروس كورونا وتأثيرها بالسلب على اقتصاديات جميع دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
سياسات البنك الفيدرالي في رفع سعر الفائدة
وأضاف خلال تصريح خاص لـ فيتو إن أحد أهم العوامل التي تلعب دورا هاما في هذا الصدد هو السياسات الاقتصادية التي ينتهجها البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة باستمرار، لافتا إلى أن رفع الفائدة يضر الاقتصاد الأمريكي بشكل كامل، فالمستفيد من هذا الرفع هم المدخرون على عكس المستثمرين الذين يعملون على توظيف أموالهم في الأسواق.
توقعات بحدوث خلل في الجهاز المصرفي الأمريكي
وأشار إلى أن العالم يترقب حدوث خلل في الاقتصاد الأمريكي، لما تستخدمه من سياسات تضر بالاقتصاديات الأخرى خاصة الناشئة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تغييرات جذرية في الاستثمار خلال الفترة القادمة، وانعدام الثقة في أداء الاقتصاد الأمريكي، خاصة بعد الخلل الذي شهدناه مؤخرا في الجهاز المصرفي الأمريكي بسبب انهيار عدة بنوك كبرى بالولايات المتحدة، ومن الممكن استمرار هذا الانهيار بالجهاز المصرفي بسبب عدم التزام البنوك بسداد التزاماتها للعملاء، مما يؤدي إلى حدوث انهيار باقتصاد أمريكا خلال الفترة القادمة وللدولار أيضا الذي بدأ يتوغل ويتحكم بالاقتصاد العالمي.
أهمية الصين في عملية التبادل التجاري
ونوه خضر إلى أنه في حال انهيار الاقتصاد الأمريكي فإنه لن يؤثر علينا يشكل كبير، فهناك العديد من الحلول البديلة التي يمكننا اتباعها، حيث يوجد تبادل تجاري وعلاقات اقتصادية ودبلوماسية بين مصر والصين، والتي تعد من أكبر الدول التجارية في العالم، حيث تعد الصين أكبر دولة نتعامل معها في المجالات الاقتصادية والتبادل التجاري، كما أن غالبية دول العالم تستورد المواد الخام الخاصة بها من الصين.
تثبيت سعر صرف اليوان الصيني أمام الدولار
وتابع، إنه إذا تم تغيير التعامل بالدولار إلى عملة أخرى، فإنه سيكون له جانب إيجابي على الاقتصاد المصري، خاصة مع إصرار الصين على تغيير التعامل بالدولار، وتثبيت سعر صرف عملتها أمام الدولار مما يمثل خطوة هامة لتحجيم الدولار، وتغيير خارطة العالم المالية على يد الصين خلال الفترة القادمة.
عوامل تشمل "تآكل الحوكمة"
وكانت وكالة فيتش قد خفضت التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه +"، مشيرة إلى عوامل تشمل "تآكل الحوكمة" خلال العقدين الأخيرين بعدما شهدت البلاد بشكل متكرر خلافات على صلة برفع سقف الدين العام، حيث جاء في بيان لفيتش أن "خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يعكس التدهور المتوقع للمالية العامة خلال السنوات الثلاث المقبلة، والعبء المرتفع والمتزايد للدين العام الحكومي، وتآكل الحوكمة".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.