رئيس التحرير
عصام كامل

فؤاد سراج الدين، حكايات من دفتر باشا حزب الوفد عاشق الأهلى والصحافة وأصغر وزير داخلية في تاريخ مصر

فؤاد سراج الدين اشهر
فؤاد سراج الدين اشهر باشوات الوفد،فيتو

فؤاد سراج الدين، سياسى محنك ورجل دولة مصري رافق في مطلع حياته الزعيم مصطفى النحاس وخاض في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي معارك سياسية طاحنة ضد قوات الاحتلال البريطانى والقصر الملكي ما جعله احتل مكانة في قلوب المصريين، اعتقل فؤاد سراج الدين عدة مرات وأسس حزب الوفد الجديد.

ولد فؤاد سراج الدين عام 1910، وبدأ حياته وكيلا للنائب العام ومحاميا عام 1930، ثم انضم للهيئة الوفدية 1935 ثم الهيئة البرلمانية وعضوا بالوفد المصري، ثم سكرتيرا عاما لحزب الوفد 1949.

موقف فى أحداث الإسماعيلية 

تولى فؤاد سراج الدين مناصب وزارية أكثر من مرة، فكان وزيرًا للزراعة ثم المالية والداخلية والشـؤون الاجتماعية والمواصلات في الفترة ما بين عامي 1942 و1952، وهو صاحب القرار التاريخي عندما كان وزيرًا للداخلية بإصدار تعليمات لجهاز الشرطة في الإسماعيلية بالتصدي لقوات الاحتلال البريطاني والتي راح ضحيتها عشرات من أبناء الشرطة، واعتبر يوم 25 يناير من كل عام عيدًا للشرطة المصرية، وكان أصغر وزراء مصر سنًا وكان عمره 32 عامًا عندما تولى منصب وزير الداخلية.

عشق النادى الأهلى وعين رئيسا لاتحاد الكرة، واختير وكيلا له في الأربعينيات ورئيسا شرفيا مدى الحياة، وأصدر قوانين العمال عام 1943 وقانون النقابات العمالية وقانون عقد العمل الفردي وقانون الضمان الاجتماعي وقانون إنصاف الموظفين كما كان له الفضل في إصدار قانون الكسب غير المشروع.

فؤاد سراج الدين ومصطفى النحاس رئيس الوفد 

 

وزير داخلية حكومة الوفد 

اختير فؤاد سراج الدين وزيرا للداخلية في آخر حكومة للوفد، والسكرتير العام للحزب، وامتثل أمام محكمة الثورة للتحقيق معه عن الفساد الذي استشرى في الحكم قبل ثورة يوليو، خاصة أنه كان وزيرًا للداخلية وفي عهده قام حريق القاهرة وحوكم أمام محكمة الثورة وحكم عليه بالسجن 15 عاما ثم أفرج عنه عام 1956، وفى عام 1978 أعاد حزب الوفد إلى الحياة السياسية وأصبح رئيسا له حتى توفي في 9 أغسطس 2000.

شهادة حق من الدكتور هيكل 

وفي جلسة المحاكمة تقدم الدكتور محمد حسين هيكل رئيس حزب الأحرار الدستوريين قبل الثورة، بشهادته كشاهد إثبات ضد فؤاد سراج الدين فأنصفه بشهادته وسمًا بقدره ومكانته، ولم يقف الدكتور هيكل عند حد القول إنه يعز عليه أن يرى فؤاد سراج الدين مدعى عليه أمام محكمة الثورة، بل أضاف بالقول إنه إذا كان هناك من شرفوا الحياة البرلمانية في مصر بنزاهتهم وذكائهم فإن في صدارتهم اثنين، هما يوسف الجندي وفؤاد سراج الدين، وهى شهادة أمام الله.

اتهام القصر 

ودافع فؤاد سراج الدين عن نفسه واتهم حيدر باشا القائد العام، وعثمان المهدى رئيس الأركان، بأنه طلب منهما نزول قوات الجيش المصرى إلى الشارع، أثناء أحداث حريق القاهرة، إلا أنهما تقاعسا عن التحرك فى انتظار أوامر الملك الذى كان منشغلا معهم بمأدبة غداء احتفالا بسبوع ابنه الأمير أحمد فؤاد.

عشق الصحافة والنادى الأهلى 

عشق فؤاد سراج الدين الصحافة وطالما عبر عن ذلك في أحاديثه حتى أنه كان يقول ـ كما نشر فكرى أباظة في المصور 1949: مارست المحاماة والنيابة والزراعة والبوليس فلم أجد ألذ ولا أطعم من الصحافة التي تنشر كل ماهو غريب وظريف وقد ساورنى الندم لأنى لم أعمل بالصحافة منذ تخرجى وإلا كان لى فيها شأن آخر وما زلت أتمنى أن أعمل صحفيا ولذلك فإنى أحسد الصحفيين لأنهم يعملون في مهنة لذيذة برغم رزالة الصحفيين.

فؤاد سراج الدين مع الكاتب مصطفى أمين 

في عام 1948 وقف فؤاد سراج الدين زعيم المعارضة الوفدية في مجلس الشيوخ، معارضا ما وصف بأنه التعنت الذي تواجهه الصحافة من الرقابة عليها، الرقابة التي فرضت بمناسبة إعلان الأحكام العرفية على الرغم من وعد الحكومة بأنها لن تطبق الرقابة إلا على كل ما يتصل بتحركات الجيش المصري داخل حدود فلسطين ثم قال: يؤسفني أنه لم تمض سوى 48 ساعة على وعد الحكومة إلا وبين يدي رصيد ضخم جرى عليه قلم الرقيب بالحذف أو التعديل.. وفى الحالتين كانا أبعد ما يكون صلة بالجيوش وتحركاتها، بل كان في صميم حياة البلد الداخلية.

وكان فؤاد سراج الدين أصغر نائب في مجلس النواب عن محافظة كفر الشيخ وموطن عائلته في منطقة «كفر الجرايدة»، وكان عضوًا في مجلس النواب منذ عام 1936 إلى 1942 ثم مجلس الشيوخ في 1946 وكان زعيمًا للأغلبية الوفدية بمجلس الشيوخ قبل ثورة يوليو 1952 وصدرت ضده أحكام بالسجن عقب الثورة ثم بعد ذلك وضعه مجلس قيادة الثورة تحت الحراسة بحجة أنه يمثل "العهد البائد ".

فؤاد سراج مع اعضاء حزب الوفد على مقهى بالاسكندرية 

كتب فؤاد سراج الدين مذكراته تحت عنوان «من ذكريات فؤاد سراج الدين»، لتؤرخ لحقبة مهمة من تاريخ مصر السياسي، وخلال هذه المذكرات بالتحديد في حديثه عن ثورة يوليو 1952 قال: إن الثورة نسبت لنفسها إنجازات الوفد، ووصفها بأنها ثورة خيبت آمال المصريين.

اتهام بحرق القاهرة 

ظهر بيان ملكي يتهم فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية بحرق القاهرة، بحجة أنه كان يبيع إحدى عماراته في الشهر العقاري فى نفس لحظات وقوع الحريق، فكتب بيانا يتهم القصر بالتسبب في الحريق ونشره بجريدة المصرى مما تسبب في إيقافها ومحاكمة أحمد أبو الفتح رئيس تحريرها.

حزب الوفد الجديد 

في عام 1979 عاد فؤاد سراج الدين إلى ممارسة الحياة السياسية رئيسا لحزب الوفد الجديد حيث أصدر جريدة الوفد واعتقل ضمن حملة السادات باعتقال المعارضة ضمن قرارات 5 سبتمبر وخرج من السجن بعد مقتل السادات، واستمر ممارسا للحياة السياسية حتى رحيله عام 2000 وقد بلغ 90 عاما.
 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية