السجائر والعفاريت!
أمنياتنا أن نصحو ذات يوم وقد امتنع كل مدخني العالم عن التدخين.. وقد تعافوا من السجائر نهائيًّا.. لكن وإلى حين ذلك تبقى السجائر سلعة في الأسواق.. يحتاج إليها الناس ويقبلون عليها.. وهي صناعة في بلادنا يعمل فيها عشرات الألوف من المهندسين والعمال والموظفين ويوفر هؤلاء هذه السلعة لمصر ولدول أخرى نصدر إليها.
ومنذ فترة تحولت وتحول الأمر كله إلى لغز كبير.. السلعة تنتج وتخرج من المصنع بسعر محدد مثلها مثل الأدوية تمامًا من السلع المحدودة ذات السعر المقدر والمقرر سلفًا! ورغم إنتاجها الوفير المقدر أيضًا بالأرقام وبما -وكما قلنا- يفوق الإستهلاك المحلي إلا أنها غير موجودة في الأسواق، وإن وجدت فبأسعار مضاعفة!
وهو ما يشكل لغزًا محيرًا لمن يناقش الأمر ببراءة لكن الحال يقتضي القول أن لا احتمالات قائمة إلا واحد من احتمالين.. توجد مافيا في السوق تهيمن وتسيطر عليه.. أو توجد عفاريت تتحكم في السوق!
والاحتمال الثاني يحتاج إلى دليل أما الأول فقد خبرناه في أزمة الأعلاف.. وبما يحق معه المطالبة بتفعيل كافة قوانين حماية السوق والمستهلك ومحاربة الاحتكار وإدارة أسواق سوداء وتخزين السلع بعيدًا عن القانون!
ونكرر دولة القانون سعينا وأملنا جميعًا.. وستظل!