اتهام الحكيم بالسرقة على صفحات جريدة الجمهورية، وناصر يمنحه الوسام الأكبر في الدولة
تنتشر السرقة الأدبية والفنية ويعلل مرتكبوها سرقاتهم بمسميات مختلفة منها الاقتباس أو توارد الأفكار أو الاستعانة بالتراث أو الفولكلور، وقد طالت هذه السرقات الكثير من الأسماء عبر التاريخ من هؤلاء الأديب توفيق الحكيم الذى اقترن اسمه بتهمة السرقة الأدبية في بعض رواياته ومسرحياته.
بدأ اتهام الأديب الكبير توفيق الحكيم، الذي تحل ذكرى وفاته غدا، بالسرقة عام 1942 في بداية مشواره الأدبى مع مسرحية قصيرة بعنوان " العريس" وقيل وقتها إنها مقتبسة من مسرحية فرنسية باسم " مفاجأة أتور " مع تغيير الأسماء فقط ـ ولم يعلق توفيق الحكيم على الاتهام.
مسرحية نهر الجنون
أيضا اتهم الحكيم باقتباس أحداث مسرحية " نهر الجنون " التي نشرها في مجلة " مجلتى " عام 1935 وهى من فصل واحد سرقت من قصة قصيرة ضمها كتاب المجنون لجبران خليل جبران باسم " الملك الحكيم " ونشرت مجلة الرسالة في نفس العام اتهام للحكيم بالاقتباس من جبران ,أو إنه قد يكون الحكيم وجبران قد اقتبسا من طرف ثالث.
دفاع توفيق الحكيم والاقتباس من التراث
ورد الحكيم على هذا الاتهام في العدد التالى من مجلة الرسالة وقال: قرأت كلمة عن فكرة “نهر الجنون” وتشابهها مع فكرة قطعة نثرية لجبران خليل جبران، وعقبت الرسالة بفرض قريب من الحقيقة. وردا على ذلك أقول إني سمعت عن هذه القصة لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما، وقد وجدتها شائعة على الألسن كغيرها من الأساطير، ولا ريب عندي أن جبران خليل جبران لم يخترع هذه القصة اختراعا، وإنما كتبها كما سمعها من الناس، ومثل هذه الأساطير ما ابتدعها كاتب، وإنما نبتت من قديم الزمان بين الشعوب والأجناس كأكثر النوادر والحكم والأمثال، وإني لم أكن أعلم أبدا قبل اطلاعي على عدد الرسالة الأخير أن أحدا من الكتاب والشعراء قد تناول هذه الأسطورة الشعبية المنتشرة بين الناس، ولم يصل إليّ خبرها عن طريق شيء مكتوب، وإنما عن طريق أفواه الناس.
أحمد رشدى صالح يتهم
وتكرر الاتهام بالسرقة من الكاتب أحمد رشدى صالح الذى نشر سلسلة مقالات نقدية في جريدة الجمهورية عام 1957 اتهم فيها توفيق الحكيم باقتباس بعضا من أعماله المسرحية قدم فيها مقارنات بين أعمال الحكيم وبين الأعمال الأجنبية المقتبس منها فعقد مقارنة بين كتاب " حمار الحكيم " وبين كتاب " أنا وحمارى " للكاتب الإسبانى خوان رامون جيمينيز الذى حصل على جائزة نوبل في الادب، وبين روايته الجميلة " الرباط المقدس " وبين رواية " أناتول فرانس "
دفاع إحسان عبد القدوس
رد الكاتب إحسان عبد القدوس في مجلة روز اليوسف على اتهام الكاتب أحمد رشدى صالح للحكيم بالسرقة الأدبية فقال: ترددت كثيرًا قبل أن أدلى برأيي في الحملة التي أثارها أحمد رشدى صالح ضد توفيق الحكيم، ترددت لأننى كاتب ولست ناقدًا، وترددت أكثر لأننى لم أكن أريد للحملة أن تتسع، وأن نجر إليها المزيد من الأقلام.. لكن الحملة اتسعت ولن يزيدها قلمى اتساعا.. رشدى صالح يتهم توفيق الحكيم بأنه يقتبس إنتاجه من إنتاج كتاب غربيين ماعدا روايتيه عودة الروح، ويوميات نائب في الأرياف.
وأضاف عبد القدوس: أن توفيق الحكيم ليس ضحية.. أنه لا يزال توفيق الحكيم وسيبقى توفيق الحكيم في حاضرنا ومستقبلنا، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها الحكيم بالاقتباس، وأذكر أنهم اتهموه من قبل بسرقة روايته "الرباط المقدس".. وراح هؤلاء منذ عشرات السنين وبقي توفيق الحكيم يكتب ويؤلف، وسر بقائه أنه فنان، أتمنى أن ترتفع مناقشاتنا إلى مستوى المبادئ الأساسية، وما يهمني هو أن نحمي أدبنا من "شهوة الصحافة" ومحاولة النيل من غيرنا من أجل بقائنا.
العقاد يبرئ الحكيم
كما طالب الصحفى محمد التابعى بتضامن الأدباء مع توفيق الحكيم وأن يكون الأديب عباس العقاد الفصل بين المتنازعين فكتب العقاد مقالين برأ فيهما توفيق مما نسب اليه.
وكتب الأديب رجاء النقاش: ذلك كله لا يمنع من القول بأن توفيق الحكيم كان صفحة جديدة مشرقة من صفحات الأدب العربي في القرن العشرين، وكان نموذجا لعبقرية أدبية متنوعة الجوانب، قادرة على أن تبقى حية ومؤثرة في هذا الجيل وفي كل الأجيال القادمة، ويكفي أن توفيق الحكيم صاحب أسلوب من أجمل الأساليب التي عرفها الأدب، إن لم يكن أجملها على الإطلاق.
الحكيم يسخر من اتهامه بالسرقة
أمام هذه الحملات كان توفيق الحكيم يضحك ويقول: إنها جاءت بالخير والبركة إذ حاصرني الناشرون، طالبين إعادة طبع كتابي المدعى بسرقته، حتى رئيس تحرير الجريدة فرجوته أن تمضى الجريدة في حملتها، وقلت له إنني سوف أرسل قائمة بكتبي التي لا يعاد طبعها لكي ينشر أنها الأخرى مسروقة.. وفجأة ووسط تلك الحملة، أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراره بمنح الحكيم أكبر وسام في الدولة وهو وسام الجمهورية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.