نحن والإخوان والكهرباء !
بعد قطع الكهرباء الذى تسميه الحكومة تخفيف الأحمال ارتفعت بعض الأصوات سواء المغرضة أو غير الفاهمة لتقول لماذا إذن كنتم تلومون الإخوان قبل سنوات مضت على قطع الكهرباء وأنتم تكررون ذات الشىء الآن؟! وهكذا بإجراء اتخذته الحكومة أتاحت الفرصة للبعض للتعاطف مع الإخوان ونسيان جرائمهم التى ارتكبوها في حقنا وسالت بسببها دماء طاهرة.
وهنا نسأل لماذا لم تفكر الحكومة في ذلك قبل اتخاذ قرار تخفيف الأحمال أو قطع الكهرباء؟ وهل ما سوف نوفره من استهلاك الغاز في توليد ما نحتاجه من كهرباء يستاهل حالة الضيق التى انتابت الناس واستدعاء تعاطفا للإخوان من جديد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التى يريدها البعض مناسبة لإعادة الإخوان للساحة السياسية، يريدها آخرون خطوة لتدخل أمريكى في أمور البلاد.
أنا لو كنت صاحب قرار في الحكومة لاخترت عدم إغضاب الناس وتحمل التكلفة الإضافية لتوفير كهرباء مستمرة ومستدامة حتى مع علمى بنقص النقد الأجنبي وحاجتنا لزيادة تصدير الغاز الذى نستخدمه في تشغيل محطات الكهرباء وتوليد مزيد من الكهرباء لتكفى احتياجاتنا فى موجة الحر الشديدة التى نتعرض لها حاليا.. لا ننسى أن الدنيا اختيارات ومن حسن الفطن الإمساك بالخيار الأقل تكلفة في زمن الأزمات والأفضل سياسيا واقتصاديا معا.
أما وأن الحكومة قررت بالفعل تخفيف الأحمال الكهربائية فإن أمامها فرصة اختصار الفترة الزمنية لتنفيذ ذلك إلى أقصى مدى ممكن، ولو أوقفت فورا قطع الكهرباء سوف تبدو في موقف المستجيب للناس والمقدر لمتاعبهم.. وفى تقديرى هذا أفضل لها ولهم.