على شط القناة.. تحالفوا وحلفوا على العلم
يتعاون الناس عادة في العمل الخيرى، ولفظ التعاون مرتبط بتقديم العون للآخرين، أما حين نستخدم لفظ التحالف فهو يقفز في الذهن إلى أحلاف الناتو حاليا وبغداد ووأرسو سابقا، أو ما يستجد، ومع ذلك فإن من العقلاء الأخيار من وجد أن التحالف في العمل الأهلى خير.. ومن العلماء من تحالف بالفعل من أجل العلم والتنمية المستدامة في جامعة، هي جامعة قناة السويس، الواقعة بأعز وأخطر بقعة في العالم، تتمدد فى كبرياء العلماء، لتوازى قناة السويس بالإسماعيلية.. باريس مدن القناة.
تلقيت أول أمس وصديقي الموسوعى دكتور حسن على عميد إعلام جامعة السويس السابق وأستاذ الإعلام -بالمناسبة جامعة السويس غير جامعة قناة السويس منعا للالتباس-، دعوة كريمة من جامعة قناة السويس ورئيسها دكتور ناصر مندور..
وتابعت المبادرة العلمية التى أطلقتها أول جامعة حكومية في إقليمها تحت عنوان “التحالفات العلمية والتحديات المعاصرة” مع 13 جامعة حكومية وأهلية ومراكز بحثية في إقليم السويس وسيناء، بمناسبة المؤتمر السنوى للدراسات العليا والبحوث التطبيقية. رأس المؤتمر الدكتور محمد سعد زغلول نائب رئيس الجامعة، وشهدت القاعة الكبيرة حضورا حاشدا، امتلأت المقاعد كافة.
محاور المناقشات التسع، التى استمرت لساعات، شاركت فيها المنصة والطلاب والمدعوون وكبار قيادات الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والطلاب الوافدون من الصين ومن الخليج ومن السودان، كانت فريدة في مدلولها، راعت احتياجات المنطقة المتميزة بطبيعتها..
شملت تحديات التغير المناخي، والحد من الأمراض الوبائية المنتشرة حديثا، والتطبيقات الحديثة في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، ومواجهة نقص الموارد المائية، وتطبيقات زيادة الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية. تناولت المناقشات تحديات التعليم واللغة العربية، والذكاء الاصطناعي، فضلا عن التغير الاجتماعى والتحديات الثقافية.
جهد علمى تطبيقي مثل هذا يحتاج بالفعل الى تحالف تقوده جامعة يثق فيها إقليمها النوعي، وبخاصة المستثمرين، في المنطقة الاقتصادية وما يواجهونه من مشكلات، خضعت لدراسات قام بها فريق علمي متخصص فوضع حلولا تطبيقية لشركة ملابس صينية كبرى بالمنطقة الاقتصادية، عانت من تراكم فضلات القماش بعد القص والتفصيل، أطنانا من البقايا، ونجح الفريق العلمى في تدوير هذه البقايا وتحويلها لمنتجات للارضيات كالكليم وغيره يعاد تصديرها..
أزمة ثقة
كما روى لي القصة فى حماس فخورا بجامعته وطاقمها من الخبراء والعلماء، الدكتور محمد سعد زغلول نائب رئيس الجامعة ورئيس المؤتمر، الذي نجح في تنظيم المؤتمر وفعالياته وفقراته العلمية والثقافية والفنية وساعد في ذلك كل المساعدة العلمية والادارية الدكتور تامر شوقي عبد المنعم مدير التحول الرقمى بالجامعة.
في مناقشة معى على المنصة أجراها الدكتور أحمد جمال أستاذ الاقتصاد السياسي، المنسق العام للمؤتمر والمتحدث الاعلامى، وقد بذل مجهودا كبيرا يستحق أن نشيد به، تحدثت عن ازمة البحث العلمي في مصر، وعن تحديات التعليم، أما عن الأولى فهى أزمة التمويل رغم رصد 2 مليار و900 مليون جنيه هذا العام..
ثم الأخطر إنها أزمة ثقة بين المجتمع العلمى ومجتمع المال والأعمال، الذي يحسب البحوث وسيلة للحصول على مكاسب مالية! ثم ثالثا، يواجه الباحث المصرى مجتمعا يثق في العفاريت بأكثر مما يثق في العلم، ويضلل الباحث باجابات ترضيه، وليست الحقيقة، خوفا أو طمعا!
أما عن تحديات التعليم فتحدثت عن تدمير اللغة العربية الممنهج بفعل المدارس الدولية والمختلطة، وطلاب جامعات خاصة لا ينطقون العربية النطق الصحيح فضلا عن فضائح مخزية في الكتابة وفي النحو، ولا أعرف كيف مروا من امتحانات الثانوية العامة وغيرها من الامتحانات للغة العربية. اتحدث عن خبرة مؤلمة إذ اقوم بتدريس الترجمة والتحرير الصحفي في جامعات خاصة.
حسنا أن تتحالف جامعات الاقليم وتضع خططا تطبيقية، وبالفعل تم توقيع بروتوكولات للتعاون، ونظن أن اقليم الدلتا قد ينحو النحو ذاته، وكذلك جامعات الصعيد، ويكون تيار علمي جارف يحدث طفرة في البحث التطبيقي المفيد لمشكلات الاقاليم النوعية..
يبقى أن يتم بالفعل التنفيذ، وألا تكون التوقيعات البروتوكولية احتفالية صرفة، تموت بموت عدسات التصوير.. وأظن ان الجدية التى رد بها رئيس الجامعة دكتور ناصر مندور، ونائبه دكتور محمد زغلول حسمت الاجابة وحددت النية بأنها الخطوة الصحيحة الجادة في الاتجاه الصحيح.. ولا تراجع عن الهدف.
ونأمل ذلك ونتابع..