العيب فينا !
حققت السياحة ايرادات خلال نصف عام نحو سبعة مليارات دولار.. وهذا رقم يفوق ما حققناه فى الفترة المناظرة من العام السابق، وساعدنا فى تدبير قسط من مواردنا من النقد الأجنبي.. لكن مع ذلك كان المتوقع أن تحقق السياحة رقما أكبر من العائدات في ظل الانخفاض الذى تعرض له الجنيه..
فهذا الانخفاض في قيمة الجنيه أدى إلى تخفيض قيمة الرحلة السياحية إلى مصر للسائح الأجنبي إلى النصف، وبالتالى كان من المفترض زيادة أعداد السائحين إلى الضعف، أى تحقيق زيادة أكثر مما تحقق في عائدات السياحة.
هنا يتعين علينا أن نسأل انفسنا: لماذا لم يتحقق ذلك؟.. وهو سؤال يستدعى السؤال الأهم وهو لماذا لا ننال نصيبنا الذى نستحقه من السياحة العالمية مثل غيرنا من الدول، مثل تركيا واسبانيا وفرنسا.. فنحن إذا عثرنا على الاجابة الحقيقية لهذا السؤال سوف نحصل على مورد كبير للنقد الأجنبي ومستدام.
وأعتقد أن الاجابة تكمن في طبيعة هيكل قطاع السياحةَ في البلاد.. فإن النسبة الغالبة من شركات السياحة في البلاد هى شركات تقتصر على تقديم خدمات نقل وسفر، مثل حجز تذاكر الطيران والفنادق، والتى تتم الآن أون لاين..
أما الشركات التى تختص بتنظيم الرحلات السياحة فإن النسبة الغالبة منها تعمل في سفر المصريين للخارج، والسياحة الدينية مثل الحج والعمرة.. أما الشركات التى تعمل في جلب وجذب السائحين الاجانب لمصر فان عددها محدود بالنسبة لإجمالي عدد الشركات التى توصف بأنها شركات سياحية لدينا.
ومعنى ذلك أن العاملين في جلب السائحين الاجانب ولديهم خبرات في ذلك عددهم لا يكفى لتحقيق نهضة سياحية، ولذلك دوما نصيبنا من السياحة الأجنبية أقل من دول عديدة غيرنا لا تملك المقومات السياحية التى نملكها سواء في السياحة الثقافية أو الترفيهية او حتى العلاجية وسياحة المؤتمرات.. أى أن العيب فينا وليس في السائحين!
وإذا أردنا تحقيق نهضة سياحية لابد من إصلاح هذا الخلل في القطاع السياحى وتشجيع المستثمرين على توظيف أموالهم في جلب السائحين الاجانب لمصر.