توقفوا عن المبالغة!
أختلف تماما مع اصحاب الأصوات التى ارتفعت مؤخرا تزف لنا بشرى حل مشكة سد النهضة الإثيوبي! فكل ما حدث هو اتفاق مصرى اثيوبي تم التوصل إليه خلال زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي للقاهرة للمشاركة في قمة جوار السودان يقضى بالعودة إلى مائدة التفاوض مجددا للتوصل إلى إتفاق بين مصر والسودان واثيوبيا حول ملء وتشغيل السد، وألا تستغرق هذه المفاوضات الجديدة أكثر من أربعة أشهر..
والاتفاق على العودة للتفاوض بين الدول الثلاث لا يعنى أن التوصل إلى إتفاق في نهاية الأشهر الاربعةَ أمر مضمون.. فنحن سبق أن خضنا جولات وجولات من المفاوضات مع اثيوبيا ولم تسفر هذه المفاوضات عن الاتفاق المنشود.. بل عندما كاد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق انسحبت اثيوبيا من المفاوضات التى كان يرعاها رئيس الولايات المتحدة السابق!
ولذلك من الخطأ أن نروج للناس أن أزمة السد الاثيوبي قد انفرجت بمجرد الاتفاق على العودة للتفاوض الذى لا تعارضه اثيوبيا، بل وتتحدث عنه دوما.. الأصوب أن نقول للناس أننا إزاء محاولة جديدة وضعنا لها سقف زمنى أربعة اشهر للتوصل إلى الاتفاق الذى ننشده لتنظيم ملء وتشغيل السد لنتجنب التعرض لأضرار كبيرة خاصة في سنوات الجفاف الممتد والذى يحدث في دورات زمنية، حتى لا يحدث نقصا ضخما في حصتنا من مياه النيل.
أما المبالغة والإيهام بأن أزمة سد النهضةً الاثيوبى قد حلت فهو خطأ.. ففوق أنه قول غير حقيقى ويتضمن مبالغة غير صحيحة، فإنه لا يساعد على الاحتفاظ بثقة الرأى العام.. فماذا سيقال للرأي العام بعد انتهاء شهور التفاوض الاربعة دون التوصل للإتفاق المنشود الذى ينظم ملء وتشغيل السد؟ الحكمة أن نقول للرأي العام ما حدث بالفعل لا ما نتمنى حدوثه حفاظا على المصداقية.