رئيس التحرير
عصام كامل

الذي يستحق التكريم في أزمة الحجار وصالح!

يكره المصريون أي عبارات تحمل معها أو يشتم منها  -مجرد يشتم- رائحة التكبر والغرور حتى لو كانوا على يقين من عدم غرور وتكبر صاحبها.. لكنها طباع شعبنا وعاداته وطريقته في الحكم على الأشياء.
 

وعلى هذا المعيار.. يستنزف المطرب الكبير علي الحجار يوميا نقاطا عديدة في معركته الدائرة -بغير داع- مع صديقه المطرب الكبير مدحت صالح الذي آثر حتي اللحظة الصمت التام!


على الجانب القانوني.. وهو مهم في تقييم البعض للأزمة -ووفقا لفهمنا للقانون- ففكرة إحياء التراث الغنائي والموسيقى في مصر فكرة عامة.. ليست إبداعا خاصا بأحد ولا يمكن إحتكارها.. وللتوضيح يحق ضرب المثل بفكرة عن الحفاظ علي النيل أو لتثقيف المصريين سياحيا أو عن تكريم سير الشهداء وأحياء ذكراهم أو برنامج عن الأوائل في كل مجال وآلاف الافكار علي هذا النحو.. 

 

كلها تصنف أفكار عامة يتقدم بها أو إليها من يتقدم دون الدفع باحتكاره اليها!.. يتبقي عنوان الموضوع واختيار الأساتذة عنوانا للمشروع فيحق للحجار العتاب وفق حدود معينة يكون معها سعيدًا ببدء احياء تراث عظيم وهائل مقدما الموضوعي علي الشخصي!

موسوعة الدكتور زين نصار


يتبقي القول أولا أن الفكرة عمليا صاغها وبذل فيها جهدا ميدانيًا أسطوريا لا يمكن لشخص واحد القيام به.. لكنه قام به.. وهو الذي يستحق كل تكريم لأسمه وسيرته.. وهو الأكاديمي والناقد الكبير الراحل الدكتور زين نصار الذي فقدته مصر قبل أشهر وانتهي قبل رحيله من الجزء الثاني من موسوعته الشاملة العظيمة والتاريخية عن مائة وخمسون عاما -مائة وخمسون عاما كاملة- من الغناء والموسيقي في مصر لم يترك مطربا ولا مؤلفا ولا ملحنا ولا عازفا ولا موزعا إلا وسجله وأعماله! بما نعرفه من أسماء وما لا نعرفه! 

 

استلهم الرجل -فيما يبدو- تجربة الرائد الراحل زكريا الحجاوي عن جمع التراث الفني الشعبي في الستينيات وسار علي هديها في العمل الميداني وليس المكتبي أو الأرشيفي! وكتبنا في حينه -وقد طالعنا الموسوعة الرائعة- وقلنا اننا تأملنا ان يكون ذلك مشروعا للدولة المصرية تقوم به نيابة عنها وزارة الثقافة باعتباره عملا وطنيا علميا مهما وفريدا.. لكن قام به كله الراحل العظيم وعلي نفقته الخاصه في عمل إستغرق سنوات وسنوات!

 
يتبقي القول أن إستمرار خلاف بين كبيرين في بلد كبير يتم فيه عمل فني كبير أمر لا يصح.. وكأن أولاد الحلال إختفوا! وهذا أسوأ من الخلاف المذكور!

 


أمنياتنا بجلسة تنقية أجواء عاجلة.. تكون بعيدا عن الشاشات.. لا تنتهي ألا والأجواء قد نقيت فعلا.. ويتوقف التشويش الذي يجري علي صلب الموضوع.. فمن الضروري ان يكون هذا الجيل -وعلي رأسه الحجار وصالح- والذي تلاه والذي تلي الذي تلاه.. في صفوف كل مشروع وأي مشروع.. يحي ويحافظ علي تاريخ هذا البلد!

الجريدة الرسمية