رئيس التحرير
عصام كامل

محبة الله فى حياة الرسولين بطرس وبولس

ليتنا نلتصق بالرب فى محبة عميقة كوصية الرب كما جاءت فى لوحى الشريعة "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك" (مر 30:12).  محبة لا تعلو عليها محبة أخرى فى حياة البشرية، ولا تنافسها محبة بأى شكل من الأشكال، فقد حذرنا السيد المسيح له المجد قائلًا "من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقنى، ومن أحب إبنا أو أبنة أكثر منى فلا يستحقنى" (مت 37:10). 

 

نرى القديس بطرس دائمًا يريد الجوارمع الرب، وعلى جبل التجلى كان بجواره، وهنا أظهر بطرس رغبته الشديدة للبقاء مع المسيح قائلًا "يا رب جيد أن نكون همنا" (مت 17:4). لكى يتعلم ويعرف أكثر ولا يلجأ في التعليم واكتساب الخبرة والمعرفة والحكمة إلا من الرب الذى كان يحبه.. وعندما تحدث يسوع مع التلاميذ عن مثل العبيد الذين ينتظرون سيدهم.. سأله بطرس: "يا رب ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضًا" (لو 41:12). فقال الرب: "قد هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 6:4).

 

 ليتنا يا أحبائى نسعى لاكتساب المعرفة الروحية والسمائية من مصدرها الصحيح الذى هو الرب حبيب نفوسنا بقصد الإستفادة منها فى حياتنا والإفادة للآخرين. وعندما كان الرب يتحدث مع تلاميذه عن قيام واحد منهم بتسليمه رد بطرس وقال: " يا سيد.. أنى أضع نفسى عنك" (يو 37:13). أحتمل بطرس الآلام والمحاكمة أمام المجمع ثم الجلد والسجن من أجل محبته فى الملك المسيح (أع 40:5)

 

وبعد خطاب بطرس الشهير، قبض هيردوس عليه وجلده ووضعه فى السجن مسلمًا إياه إلى أربعة أرابع من العسكر، وكان في نية هيرودس أن يقدمه بعد عيد الفصح إلى الشعب، ولكن بينما كان بطرس الرسول نائمًا مربوطًا بسلستين، فقد جاء ملاك الرب وأيقظه وأخرجه من السجن (أع 12 1-10). وفى أخر حياته قبض عليه ونقل إلى روما واستشهد هناك سنة 64 ميلادية منكس الرأس مثل سيده ومخلصه يسوع المسيح.. 

 

حقًا كانت البداية قوية جدًا فى كرازتهما وتحققت نبؤة داود النبى في العهد القديم عن إنتشار بشارة الملكوت في أقصى المسكونة "فى كل الأرض خرج منطقهم (صوتهم) وإلى أقصى المسكونة كلماتهم" (مز 4:19 ). وتحقق قول السيد المسيح لهما قبل صعوده إلى السموات وتكليفهما بالخدمة التبشيرية "أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالأنجيل للخليقة كلها، من آمن وأعتىمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مر 15:16). 

فتعمقت جذور الإيمان وأخرجت ثمرًا وانتشرت بشارة الملكوت فى جميع أنحاء المسكونة.. الرب يعطى نعمة لكل المؤمنين لكى يكونوا شهودًا للمسيح في كل مكان وزمانًا.. بركة تذكارنا لهؤلاء الرسل الأطهار القديسين وما أحتملوه من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح، وتعيننا جميعًا في جهادنا الروحى وسعينا نحو الملكوت السماوى الأبدى.

الجريدة الرسمية