فوضى الفن والإعلام
تكر السبحة وتنفرط حباتها عندما ترتخي العقدة التي تحكمها وتجمعها، والحال ذاته في جميع المجالات حين تسود الرخاوة وعدم المحاسبة يعم الفساد والفوضى وتظهر الأمراض النفسية والتبجح، وهذا ما يحدث بمصر في ظل حكومة عاجزة لم تحقق شيئا من مستهدفاتها..
بل إن كل ما تقدم عليه يبوء بالفشل ويأت بنتيجة عكسية، فأراحت نفسها واختارت أسهل الطرق بزيادة الرسوم والضرائب، والتوسع في الاستدانة حتى أصبحنا ثاني أكثر دول العالم اقتراضا، كما تُرجم العجز الحكومي عن الضبط والرقابة إلى انفلات أسعار تتحرك بشكل يومي، لإدراك التجار أن الحكومة فقدت السيطرة وأيديها رخوة لا يمكنها المحاسبة.
ولأن من أمن العقاب أساء الأدب، كرت سبحة الفوضى لتشمل الفن والإعلام، وباتت الساحة المصرية الأكثر جدلًا وإثارة للأزمات إن كان من شخصيات تافهة ليس لديها محتوى أو جاهلة لا تقيم وزنًا لكلماتها وتأثيرها أو مرتزقة لا تفرق بين المجاملة والتملق والإساءة لمصر وشعبها من خلالها.
ميار ورضوى وياسمين
فيما يخص الإعلام مثلا تفتعل ميار الببلاوي، ضجة طمعا في الأضواء وتداول اسمها، بعدما تحولت من موديل إعلانات ثم ممثلة إلى تقديم البرامج بعد الحجاب، ويبدو أنها لم تتعظ من إثارتها جدلًا عاد عليها بالسلب، بعدما أكدت أن لديها دليل براءة الفنانة وفاء مكي، وانها سُجنت ظلما، لتغير تصريحاتها بعدها، مؤكدة أن وفاء قضت سنوات في السجن قصاصا لجريمة ارتكبتها.
الهجوم الذي لاقته الببلاوي، لم يمنعها من الإفتاء في الدين، وتضليل المتابعين بإدعائها أن المرض بعد العودة من الحج بمثابة علامة لقبول الطاعة والفريضة، لينفي كلامها أحد علماء الأزهر وتهاجمها إحدى المتابعات، لأن معنى كلامها أن مئات آلاف الحجاج لم تقبل طاعتهم لأنهم لم يمرضوا.
لم تتطرق منصات الإخوان الإعلامية لخرافة وإدعاء الببلاوي، ونشروا فيديو مجتزأ من حلقة للإعلامية لميس الحديدي، عن فلسفة فريضة الحج وكيفية الرد العقلاني والمنطقي على تساؤلات الجيل الجديد حتى وان كانت غير منطقية، وبعد أن هاجمها مسلمي العالم، تصرفت الحديدي بحرفية ومهنية، ونشرت مقطع الفيديو كاملًا لتفضح أساليب الإخوان الرخيصة، فاضطرت المنصة لنشر إعتذار رسمي لها واعترفت بأن الفيديو مجتزأ.
ومن الدين إلى الإعلام المرئي العنصري والمتدن، الذي يسبب فتنة ويشق المجتمع بمحتواه التافه، ممثلًا فيما تقدمه رضوى الشربيني وغريمتها ياسمين عز، فالأولى تحرض على الرجل وتحط من قدره معتقدة أنها تناصر المرأة، والثانية تحاول رفع راية الرجل عن طريق إهانة المرأة ودعوتها للعودة إلى الحرملك، ونتيجة غياب الردع وعدم المحاسبة الحكومية انتهى الأمر بالثنائي إلى النيابة، لعل وعسى تتوقف مهازل الإعلام الفارغ.
أزمات أصالة والرداد وفؤاد
فيما يخص الفن تعددت أخيرا مشاكل وأزمات الفنانين لأسباب متباينة، فبعد تملق السورية أصالة نصري لإحدى الدول العربية، ونكران فضل مصر عليها، هاجمها الجمهور رافضًا حفلها في مصر، فنافقها رامي صبري معتبرا أنها مصر، ولأنها أمنت العقاب تبجحت واستفزت المصريين أكثر خلال حفل الفسطاط.
انتقلت عدوى النفاق والرخص إلى الثنائي حسن الرداد ومحمد فؤاد، وتجاهلا أنهما يسيئا بذلك إلى مصر وشعبها، الذي رد عليهما وجعلهما عبرة لغيرهما، فمن لا خير له في وطنه وشعبه لا يُرجى منه الخير في أي مكان آخر.
مشكلات أحمد سعد
تعددت مشكلات أحمد سعد، الفترة الأخيرة، بارتدائه ملابس لا تليق بالرجال في حفل جدة، انتقده بسببها الجميع، ثم وضع نفسه في موقف محرج حين قال في إطلالة متلفزة "بحب وائل جسار، ولو أديت أغنيته (غريبة الناس) هغنيها أحسن منه".
تصريح سعد، غير الموفق لم يستفز الفنان اللبناني وائل جسار، الذي تجنب التصعيد، ورد عليه برقي ودبلوماسية تعكس شخصيته، وقال "أحب أحمد سعد كثيرا، وهو بمثابة أخي وصديقي.. فإذا غنى (غريبة الناس) أفضل مني فهذا شيء يفرحني".
جدد سعد، أزماته بألفاظ لا تليق بفنان مصري، أمام الصحافة التونسية، التي استنكرت تطاوله على منظمة حفله في بنزرت، ودعت إلى اعتذاره رسميا من المرأة التونسية، التي لا يتطاول عليها أحد، وهو ما أيدته نقابة المهن الموسيقية في مصر، بإصدارها بيانا تعتذر فيه عما اقترفه سعد، وطالبته ببث إعتذار رسمي للتونسيين.
ما يحدث في البرامج المصرية وما يقترفه بعض الفنانين من تصرفات لا تليق، جعلنا أضحوكة ومثار سخرية الجميع، ويحتاج إلى ردع واضح، ومن يتجاوز أو لا يحترم بلده وشعبه، يوقف عن العمل حتى يعاد تأهيله، إذ يكفينا الأزمات المتتالية والفشل الحكومي على الأصعدة كافة.