أحمد بهاء الدين شعبان!
لو كنت من أسر مسئولي سلاح الطيران في حرب 67 وتظاهر ضدهم المهندس أحمد بهاء الدين شعبان ،أو كنت من أنصار الرئيس السادات وقد تظاهر ضده أيضا مرات عديدة، أو كنت من أنصار الرئيس مبارك وقد خرج ضده في يناير 2011 فلن تملك في الأخير ألا أن تحبه!
هذا هو أحمد بهاء الدين شعبان اليساري النبيل الحالم دوما بمجتمع العدل.. لا فقراء فيه ولا جوعي ولا مرضي بغير علاج ولا محتاجين.. لا تضبطه مرة خارجا عن سياق الأعراف العامة لشعبنا، ولن تضبطه مرة عابسا متجهما بل ستراه دائما بشوشا متفائلا مؤمنا بالناس، رغم أي خذلان تعرض له أو شاهده أو شهد عليه..
ولن تضبطه مرة وقد سال لعابه علي موقع هنا أو موقع هناك.. بل ستراه عفيفا متعففا.. بعيدا بدرجة آمنة عن زلات السياسيين في ثالوث السقوط الشهير.. المال المرأة والمناصب!
هل شاهدت حواره مع الدكتور محمد الباز علي شاشة إكسترا في سلسلته الرائعة مع شهود 30 يونيو؟! من قلائل المتحاورين ممن تتمني أن يطول حوارهم ويمتد حديثهم ويستمر كلامهم وتتدفق ذكرياتهم وتحتشد ذاكرتهم لتخرج كل ما فيها ثم لتسأل نفسك: هذا الرجل لماذا لا نراه كثيرا وكل ملامح الطهر الثوري والنقاء السياسي تطل من ملامحه كلها؟!
تختلف مع اليسار أو تتفق - والود والاحترام في الخلاف أولي- لكن ستقدرهم ويستولون علي مساحة بداخلك من المحبة كصلاح عيسي وسيد حجاب و.. والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان ، الذي بلغ الرابعة والسبعين.
وقد سطر لنفسه تاريخا ناصعا في سجل العمل السياسي المصري.. آثر فيه أن ينفصل "أكل عيشه" عن اختياراته وخياراته.. فكان قراره من نفسه وكان ولم يزل له منا كل الحب والتقدير والإحترام!