رئيس التحرير
عصام كامل

تعدد الأحزاب.. والوعي السياسي

سلامة النظم السياسية العربية تكمن في قيامها على أساس تعدد الأحزاب السياسية، بشرط ارتكاز هذا النظام على الأسس العامة والمقومات الأساسية للمنظومة الحضارية التي تحدد هوية كل من الحاكم والمحكوم.. النظام الحزبي القائم على تعدد الأحزاب يؤدى دورا في توجيه الرأي العام وتوضيحه بالجوانب الإيجابية والسلبية في المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. 

 

ويسمح بقيادة الجماهير بطريقة منظمة ويعمق من درجة الوعي السياسي لها، خاصة أن هذا النظام يقوم على تعدد الآراء وتنوعها الذي بشأنه يثرى الحياة الفكرية ويساعد على بلورة الأفكار المختلفة، فيظهر ما لا يجوز الخلاف فيه من القضايا السياسية وما يجوز الخلاف فيه من القضايا الفرعية.. 

 

ولا يقف الدور الإيجابى لذات النظام عند هذا الحد، بل إن الآراء والحلول التي يثمرها لا بد أن تصل إلى أسماع الحاكمين فيقومون بمراجعتها ودراستها تمهيدًا لاتخاذ القرارات السياسية والإدارية التي تستجيب لاتجاهات ورغبات الرأي العام.. 

 

نظام الأحزاب السياسية يخلق رأيا عامًّا مسالما لما يقتضيه منطقه من وجود معارضة علنية تتجه صوب مناقشة الحكومة، وما قد تؤدى هذه المناقشة من تبلور الآراء للحاكم والمحكوم نحو إيجاد أرضية مشتركة بالنسبة للقضايا الكبرى.. أما ما عدا ذلك من القضايا الجزئية فإن اختلاف الحاكم والمحكوم فى الرأي حولها لن يفسد للود قضية.. 

 

 

على العموم إذا كان للرأي العام دور إيجابى فى حماية الحرية السياسية وازدهارها في كل النظم السياسية القائمة على نظام تعدد الأحزاب السياسية سواء في صورته الثنائية أم في صورته التعددية، فإن النظم السياسية القائمة على الواحدية في الرأي السياسى لا تساعد على قيام الدور الإيجابى للرأي العام.

الجريدة الرسمية