الأساتذة
خطوة تستحق الثناء، تلك التي اتخذتها دار الأوبرا مع المطرب مدحت صالح والشركة المتحدة لإحياء تراث مصر الغنائي، الأوبرا توفر كل الإمكانيات من مسرح وفرق موسيقية، ومدحت صالح يعيد بصوته وطريقته صياغة ما قدمه الكبار محتفظًا بروح العمل، والمتحدة تعرض الحفلات من خلال نوافذها الإعلامية..
وبذلك تكتمل عناصر مشروع تكمن أهميته في كنس ما علق في الساحة الغنائية من شوائب، وإعادة وضع مصر في مكانتها الطبيعية كأهم منتج ومصدر للفنون، كما تكمن أهمية المشروع في إعادة جيل الوسط إلى الساحة الغنائية..
وهو الجيل الذي ظلمناه عندما ركزنا على أنصاف المطربين وأشباههم وتركناه وهو القادر على حمل شارة الريادة من جيل أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم ومن سبقوهم.
المشروع الذي إختار له الأطراف الثلاثة ( الأوبرا ومدحت صالح والمتحدة ) اسم (الأساتذة) أتمنى أن يكون بداية لسلسلة من المشروعات نعيد من خلالها تقديم كل المنتمين لجيل الوسط مثل هاني شاكر وعلى الحجار ومحمد منير، ثم تمتد السلسلة لتشمل جيل الشباب من المتميزين، ولدينا عشرات يسعد الجمهور بغنائهم.
حفلات مهرجان الموسيقى العربية الذي تنظمه دار الأوبرا تنفذ تذاكرها بمجرد الإعلان عنها، وهذا يدلل على أن الجماهير عطشى لطرب حقيقي، ولذلك سيكون (الأساتذة) إمتداد لحفلات مهرجان الموسيقى، وإمتداد آخر لحفلات ليالي أضواء المدينة التي نظمتها الإذاعة لفترة طويلة ثم توقفت..
وكان الإعلامي الراحل وجدي الحكيم حريصًا على إقامتها كل شهر، بالإضافة إلى حفلات ليالي التليفزيون التي توقفت هي الأخرى بعد رحيل الإعلامية سهير الأتربي، وكانت هذه الليالي تقدم الغناء الجاد وتقدم في كل ليلة أحد الأصوات الجديدة.
وكما كانت حفلات الإذاعة والتليفزيون ملتقى للمطربين المصريين والعرب، ستكون ليالي (الأساتذة) ملتقى لهم، خاصة أن القائمين عليه أكدوا أن إعادة تقديم الأعمال التراثية لن تقتصر على مصر، لكنها تمتد لكبار المطربين العرب.
تحية للأساتذة الذين شكلوا وجدان العرب بأعمالهم الغنائية، وتحية للأساتذة القائمين على مشروع (الأساتذة) وتحية لكل من يقدم فكرة تنهض بقوة مصر الناعمة.
besheerhassan7@gmail.com