رئيس التحرير
عصام كامل

المراغي.. شيخ الأزهر الذي قتله الملك فاروق!

يروي العالم الجليل الشيخ علي عبد العظيم في موسوعته الرائعة ذات الأجزاء الثلاثة "مشيخة الأزهر منذ إنشائها إلى الآن" رفض شيخ الأزهر الأسبق الراحل محمد مصطفي المراغي منح فتوى للملك فاروق تقضي بعدم أحقية الملكة فريدة بالزواج من غيره إذا طلقها!

 
يقول الرجل: “إن الشيخ مصطفى المراغى، شيخ الجامع الأزهر رحمه الله، قبيل وفاته بأيام أصيب بإنفلونزا خفيفة فنقل على إثرها مستشفى المواساة بالإسكندرية في رمضان وكان وقتئذ في أغسطس  1945”.

Advertisements

 

وأضاف: "حدث أن زاره الملك فاروق في المستشفى فأحدثت هذه الزيارة انقلابًا في حالته الصحية وكان الملك قد طلق زوجته الملكة فريدة وطلب من الشيخ المراغى إصدار فتوى بتحريم زواجها من أحد غيره فرفض الشيخ الاستجابة لطلب الملك بإصدار فتوى فضاق الملك ذرعًا بهذا الرفض وتعصب للغاية واحتدم بينهما النقاش، فقال المراغى للملك: أما الطلاق فلا أرضاه وأما التحريم فلا أملكه، ثم صاح بأعلى صوته وقال: إن المراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله! عقب هذا اللقاء العاصف ساءت صحة الشيخ المراغى فانتقل إلى رحاب ربه شهيدًا من شهداء الحق"! 


الرواية منتشرة جدا جدا.. ووردت في موسوعة  "من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر" لمؤلفها الشيخ أحمد ربيع الأزهري ووردت بأقلام كتاب كبار لكن استوقفنا ونحن ندقق - ولا نفعل مثل الآخرين في النشر دون منطق- في كل ما يمر علينا أن الشيخ المراغي رحل إلي جوار ربه عام 1945 بينما طلاق الملك من فريدة تم عام 1948 فكيف ذلك ؟! 

 

وبالبحث اكتشفنا أصول الخلاف بين الملك والملكة امتدت لسنوات وبها اتهامات مخجلة يروي عنها مصطفى أمين -وفقا لموسوعة أخبار اليوم- أن أحمد حسانين باشا أرسل له عام 1944 صورة ابنة الملك من فريدة مع صورة جدها الملك فؤاد لينشرها مؤكدًا الشبه بينهما سعيا لطمأنة الملك الذي كان يشكك في نسب الابنة له! ويضيف أمين: تسبب الأمر في نتيجة عكسية إذ اتهم الملك أمين بتدبير النشر مجاملة للملكة!


بل إن الوثائق البريطانية التي تابعت الملك لحظة للحظة تحوي رسالة من الأمير محمد علي ولي العهد مسجلة بتاريخ 11 ديسمبر عام 1941 ملخصها أمور تتعلق بالغيرة ومراقبة الملك لتحركات زوجته تحتاج موضوعا مستقلا لكنها تؤكد أن العلاقة توترت مبكرا بين الملك والملكة! مما دعا الملكة إلى طلب الطلاق مرات عديدة فهمها الملك بالرغبة في الارتباط بشخص آخر، ومن هنا كان السعي للحصول على الفتوى! وبعد رفض الشيخ الجليل تأجل الأمر!


الشيخ علي جمعة لا يعتبر الشيخ مصطفى المراغي شهيدا فقط كما قال الشيخ علي عبد العظيم بل يقول للإعلامي المحترم عمرو خليل في برنامج "والله أعلم" علي قناة سي بي سي بتاريخ 10 مايو 2015 إن الشيخ المراغى "قال للملك تزوجت أم لم تتزوج هى صاحبة الشأن فى ذلك"، فقام الملك بضربه بطفاية حريق كانت في الغرفة بعد انفعال ومشادة انتهت بوفاة الشيخ على يد الملك!
رحم الله العالم الجليل محمد مصطفى المراغي!

الجريدة الرسمية