رئيس التحرير
عصام كامل

خماسية يوسف وهيب

زميلى وصديقى يوسف وهيب.. شاعر وروائى وناقد أدبي، وأولا وأخيرًا كاتب صحفي ومراجع لغوى -ديسكمان- لا يشق له غبار! عرف يوسف وهيب فى الوسط الصحفى والأدبى كشاعر، صدرت له عدة مجموعات شعرية، كانت البداية في عام 1987 بعنوان البنات الرخام، ثم المسروق فضاؤه عام ألفين، وبعدها أحتفى بى أيها المكيدة، ومؤخرًا مجموعتى: قداس الأمل، وبريد الموتى.


عمل يوسف وهيب محررًا بمجلة القاهرة الثقافية فى التسعينات، ثم جريدة الدستور اليومية، وعندما وجد فرصة تعيين في مؤسسة قومية عين محررًا للحوادث!


مرت الأيام وجاء يوسف وهيب ليعمل معنا بمجلة أكتوبر مع الزميل والصديق مجدى الدقاق رئيس التحرير عام 2008 وحتى عام 2011.. مراجعًا لغويًا، فتعلمت منه كيف تعيد بناء وصياغة جملتك القصيرة لتكون أكثر جمالا ووضوحا وتعبيرا عما تريد قوله.


ثم فرقت بيننا الأيام ولكن دامت صداقتنا وتواصلنا، وأهدانى روايته الأولى تغريبة القبطى الأخير.
قرأتها واستوعبت أحداثها فوجدته ليس شاعرًا فقط –كما أعلم– ولكنه حكاء جميل التعبير وكأنه يكتب شعرًا منثورًا، ولكنه مهمومًا بما يحدث فى مصر ولأهلها من تغيرات سلبية وتأثرًا بثقافات غريبة عن المجتمع المصرى المسالم والمتسامح.


ومؤخرًا دعانى يوسف وهيب لحفل توقيع روايته الجديدة الجد قندول وهى تحكى تطورات الحياة في موطن رأسه قندول بمركز ملوى بمحافظة المنيا. وهى بمثابة جزء ثان من سلسلة روايات خماسية بدأت بتغريبة القبطى الأخير ثم الجد قندول، وسيصدر منها تباعًا أبونا القمص مصطفى، ونقع الترمس، وسيرة المخدات.


وهذه السلسلة من الروايات الخمسة يعتبرها يوسف صلاة لسيرة الأرض التى رعت البشر وحمت الإله، وأخرجت له عائلته الكريمة.


وعندما تقرأ الرواية تجده أيضا راصدًا لما حدث في قريته والتى هى جزء من مصر، وكيف هاجر بعض أبنائها إلى الخارج وماذا يحدث بين المصريين في الغربة، مع إصرار البعض على المقاومة والتمسك بمصريته وما تربى عليه وورثه عن أجداده من سماحة ومعايشة، كل ذلك بأسلوب جميل متدفق، فمثلا عندما تصف إحدى أشخاص الرواية حالها "احتقنت عيناى بدموع متكلسة تأبى النزول، وتحركت قدماى فى طريق العودة لكنى توقفت، ودونما أدرى، بكيت كمن ترثى أعزاء رحلوا".

 


الطريف أنه عندما دعانى يوسف وهيب لحفل التوقيع بمركز الكتاب التابع للهيئة، اعترضت على ما قاله النقاد حول الرواية مدفوعًا بخلفيتى القانونية والاقتصادية، ولكنى اكتشفت فيما بعد أننى كنت مخطئا، فلا غنى عن النقد الأدبى الذى يكشف عن جماليات ما يكتب أو ينبه لمواطن التعثر!  
والطريف أيضًا أننى أصدرت كتابًا عن فطاحل الشعر العربى ولم أقرأ بعد شعرًا ليوسف وهيب!

الجريدة الرسمية