طنطاوى والإخوان!
حسنا فعل حزب التجمع حينما أصدر بيانا يطالب فيه الأحزاب المشاركة في الكتلة المدنية أن تحدد موقفها بوضوح بالرفض لما قاله أحمد طنطاوى حول نيته إعادة جماعة الإخوان للعمل سياسيا إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة التى أعلن عزمه الترشح لها وطالبهم بتأييده ودعمه..
فإن الشعب كما يقول بيان حزب التجمع قد قال كلمته الحاسمة في هذا الأمر منذ سنوات ورفض عودة الإخوان لممارسة العمل السياسى مجددا لإنهم مارسوا عنفا وإرهابا وتلطخت أيديهم بدماء المصريين، فضلا عن أننا سبق على مدار تسعة عقود أن عفونا عن الإخوان أكثر من مرة، والنتيجة أنهم كانوا يعودون إلى ارتكاب جرائم العنف والارهاب واختراق مؤسسات الدولة لأخونتها والسيطرة عليها..
ولذلك لا يصح أن يسمع بعض قادة الأحزاب المشاركة في الكتلة المدنية هذا الكلام من أحمد طنطاوى ويمنحون تأييدهم أو حتى يسكتوا ويلتزموا الصمت ولا يفصحوا عن موقفهم تجاه ما قال، ويخص الإخوان في الاجتماع الذى جرى في مقر حزب المحافظين وإستمر لبضعة ساعات، خاصة وأنهم ناقشوه في بعض تفاصيل ترشحه ومنها تمويل حملته الانتخابية وبرنامجه الانتخابى وموقف الدول المهتمة بالشأن المصرى تجاه ترشحه!
إن هذه الأحزاب تصف نفسها بأنها أحزاب مدنية وأطلقت على التحالف الذى يجمعها إسم الكتلة المدنية وذلك أمر مثير للدهشة وما هو أكثر من الدهشة ومنه الريبة أن توافق هذه الأحزاب صراحةَ أو حتى ضمنا على منح تأييدها لمرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة ينتوى إعادة جماعة الإخوان للحياة السياسية، وهى الجماعة المصنفة الأن جماعة ارهابية بقرار شعبى قبل القرار الحكومى والقضائى..
وهنا تأتى أهمية بيان حزب التجمع الذى يطالب تلك الأحزاب بأن تحدد موقفها بوضوح تجاه ما أفصح عنه أحمد طنطاوى، حتى لا يضلل أحد عموم المصريين.