رئيس التحرير
عصام كامل

والتسول السياسى !

نال اهتمام كبير سواء إعلاميا أو على وسائل التواصل الاجتماعى خبر المتسولة التى ماتت، وتبين أنها تمتلك مليون جنيه من العملات المعدنية.. وهذا أمر مفهوم لأنه خبر مثير بالطبع ، ويبين إلى أى حد التسول مربح! وهذه ليست الحالة الوحيدة التى تكشف ذلك، فقد سبقتها حالات مشابهة عديدة ! 


غير أن هناك نوعا من التسول لا يقل ربحا عن هذا التسول الشائع الذى نعرفه ونشاهده بشكل يومى بأشكاله المختلفة وهو التسول السياسى!.. أو التسول من أجل الحصول على نفوذ ومناصب.. وإذا كان التسول العادى يحتاج من المتسول مهارة الإلحاح وإبداء المسكنة مع الدعاء لحث الناس على الدفع، فإن التسول السياسى يحتاج ممن يمارسه إبداء كل طقوس النفاق وإبداء الالتزام بالطاعة لمن في يدهم توزيع المناصب والنفوذ.

 
وكما صار التسول العادى عملا مؤسسيا ومنظما من قبل عصابات للتسول يتم فيها تجنيد الأطفال والصبية وإقتسام مناطق التسول، فإن التسول السياسى لم يعد أيضا ظاهرة فردية كما كان شائعا من قبل وإنما أضحى مؤسسيا أيضا، حيث لا يمارسه الأشخاص والأفراد فقط وإنما يمارسه الآن أيضا الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى! 


وكما أضحى التسول العادى بهذا الشكل خطير مجتمعيا، لأنه يفسد الأطفال والصبية ويحرم المستحقين فعلا من الصدقات والدعم المالى، فإن التسول السياسي لا يقل خطورة لآنه يفسد الحياة السياسية والأهلية أيضا ويحرم المجتمع من الكفاءات حينما يفتح المجال لمنعدمى الكفاءة في العديد من  الكفاءة.

 

 
وإذا كنّا نحتاج مقاومة لظاهرة التسول العادية فإننا أيضا نحتاج مواجهة للتسول السياسي حتى يحقق المجتمع ما ينشده من تقدم وازدهار. 

الجريدة الرسمية