رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون.. مناخوليا، امتحانات الثانوية العامة

مناخوليا، فيتو
مناخوليا، فيتو

هنا داخل عنبر العقلاء لا توجد امتحانات.. لأننا ببساطة نملك جميع الإجابات.. فلا أسئلة باتت تحيرنا.. ولم نعد ننتظر الدرجات ولا التقييمات. أما من يعيشون خارج سور سرايتنا الصفراء.. فحياتهم كلها أسئلة.. يعيشون ليتساءلوا.. وياليتهم يمتلكون الإجابات.


يقضون أعمارهم فى الامتحانات.. ويقيمون بعضهم بالاختبارات.. اختبار كى تلتحق بوظيفة.. واختبار كى تتزوج.. واختبار كى تسافر.. حتى إذا مرضت فستدخل فى اختبار قبل أن تأخذ الحقنة كى لا تصاب بالمضاعفات.


وطوال سنوات حياتك لا تمر من سنة لأخرى إلا باختبار.. وإن لم تنجح في الاختبار ستعيد العام ولن يُحسب من عمرك. وأصعب هذه الاختبارات أو الامتحانات هو امتحان الثانوية العامة.. 

 

فهو اختبار منتصف الطريق.. وهو الاختبار الذى سيحدد مصير سنواتك القادمة. القاطنون خارج سور سرايتنا يلقبونه بالبعبع.. بعبع الثانوية العامة.. ورغم كل ما أنفقوه من أموال على تطوير تعليمهم إلا أنهم ما زالوا يلقبونه بالبعبع.. وما زال يرعبهم ويقلق مضاجع أبنائهم كلما حل عليهم موسم الامتحانات. 

 

اتفقوا فيما بينهم أن يطوروا نظام التعليم للقضاء على الدروس الخصوصية والسناتر.. فأقروا نظاما حديثا أصبحت من خلاله كل المدارس عبارة عن سناتر ومن خلاله تم تقنين الدروس الخصوصية.

 خارج سور العباسية ستجدهم يهرولون خلف كليات القمة.. رغم أن القمة أبدا لم تحددها الكليات.. فأولياء الأمور يحلمون لأبنائهم بكليات الطب والهندسة والإعلام بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. 

 

أفكار الأهالى والطلاب والتلاميذ ما زالت كما هى والخلاص منها يحتاج إلى معجزة إلهية. وخلف هذا السور حيث عالم المناخوليا.. سترى العجب العجاب خلال أيام.. حيث سينطلق ماراثون الثانوية العامة.. أما نحن هنا داخل عنبر العقلاء فنحمد الله أننا بلا امتحانات وبلا ختبارات وبلا ثانوية عامة.. لكننا أيضًا ندعو الله أن يوفق جميع أبنائنا ممن هم خارج سور العباسية ويخلصهم مما هم فيه.. قولوا آمين!!

الجريدة الرسمية