ساخرون.. مناخوليا، العقل الذى طار

من بره هالله هالله.. ومن جوه يعلم الله.. واللى بيتقال شيء واللى مستخبى يعلمه الله.. واللى فاهم زى اللى مش فاهم.. والحياة مهلبية.. وفى السودان حرب أهلية.. بيتحاربوا على إيه متعرفش.. مناخوليا اجتماعية لولبية مفادها أننى لو سمعت كلامك هصدقك ولو شوفت أمورك هستعجب وتوفيق عكاشة قالها لهم منذ سنوات، ولم يصدقه أحد: سوف تنقسمون لا بأيديكم ولكن بأيدى المغرضين.

وهيهات هيهات أن يستوعبها السودانيون فكل من هم خارج هذا السور لا يدركون ولا يتوقعون ولا يستوعبون، أما نحن هنا فى عنبر العقلاء داخل سور سرايتنا الصفراء لا نفعل شيئا سوى الاستعجاب.. وأغنيتنا المفضلة هى الكباب الكباب يا نخلى عيشتكو هباب.. بينما من يقطنون خارج سور العباسية من المخابيل وفاقدى العقول فلا يستعجبون ولا يفكرون ولا يهتمون حتى بالكباب.. 

لأنهم ببساطة منغمسون فى عيشتهم الهباب إنهم يعيشون فى المناخوليا ويتعايشون معها.. لدرجة أنهم لا يتخيلون أنفسهم بعيدين عنها.. واعتادوا على الاستعجاب ومصمصة الشفاه وبعد كل استعجاب يذهبون للكيبورد على استحياء ويحاولون ترجمة وكستهم ببوستات عجيبة أو تغريدات مريبة لا تدعو إلا للغرابة والاستعجاب.. 

ونحن هنا من داخل سرايتنا الصفراء نضرب كفا بكف من هذا العجب العجاب.. ونستمر فى أغنيتنا الوحيدة: الكباب الكباب يا نخلى عيشتكو هباب ومحمد رمضان هو الحدث الأكثر تداولا بينهم يلوكونه بألسنتهم.. تارة وهو جعفر العمدة وتارة وهو هارلى وتارة وهو يستعد للغناء مع نجم الراب العالمى “فيوتشر” ابن أم فيوتشر.

زملائى فى عنبر العقلاء أزعق وأقول: اخلصوا ناولونى الولاعة.. عايز أولع روما بحالها أنا مستعجل عندى إذاعة.. خُطبة عظيمة لازم أقولها: هذه الخطبة كلها أسرار.. ووعدى يا وعدى على الأسرار.. وأسفا على عقلى الذى طار!