رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وتركيا وإيران

فى عام 2015 شاركت في اجتماع لبحث ومناقشة تحديات الأمن القومى المصري.. وقد توافق كثير من الحاضرين على ضرورة تطبيع علاقاتنا مع إيران.. غير أننى فاجأتهم وقتها بأننى أجد أن تطبيع العلاقات مع تركيا أيضا وليس مع إيران وحدها مهم للأمن القومى المصرى..

 

وقد تفهمت اندهاش الحاضرين، لأن تركيا كانت وقتها قد أعلنت تقريبا الحرب الإعلامية والسياسية علينا، باحتضانها الإخوان ودعمها لهم في العنف الذى مارسوه على نطاق واسع داخل البلاد، ووفرت لهم مع الملاذ الآمن الدعم المالى ومنابر إعلامية يهاجموننا فيها ليل نهار!

 

ومع ذلك فإننى كنت أنظر وقتها لما هو أبعد من ذلك ، أو تلك الحالة العدائية التى تردت فيها علاقاتنا مع تركيا، بما انتهجه نظامها من سياسات عدائية لنا ومناهضة للحكم في البلاد الذى تمخضت عنه انتفاضة يونيو الجماهيرية الواسعة.

 
كنت أتطلع إلى أن تمر الأيام وتتغير سياسات النظام التركى تلبية لمعطيات مصالحه، والتى دفعته بعد تسع سنوات من العداء معنا لتغيير نهجه، والسعى لتطبيع العلاقات التركية المصرية.. وها هو يحدث ما تطلعت إليه منذ سنوات، ويطلب النظام التركى تطبيع تلك العلاقات، بل ويطلب التعجيل بذلك، بعد صدام سياسى لسنوات مضت كاد يؤدى إلى صدام عسكرى في ليبيا، لولا أن مصر وضعت خطا أحمر داخل الأراضى الليبية.

 
وقد حدث ما كنت آمل فيه ونحن نتمسك بنهجنا وسياساتنا ومواقفنا، سواء تجاه الإخوان أو تجاه ليبيا أو تجاه غاز شرق المتوسط أو تجاه سوريا أيضا.

 


ولعل ذلك ما يحدث أيضا بالنسبة لعلاقاتنا مع إيران التى تحدث مرشدها مؤخرا عن عودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر.. فنحن مازلنا وسوف نستمر نمد أيدينا لكل من يمد يده لنا، خاصة القوى الإقليمية في منطقتنا مثل إيران وتركيا، وفي ذات الوقت سوف نظل نرفض تدخل أي منها في شئوننا الداخلية، المصرية والعربية.. وهذا هو سبيلنا للدفاع عن أمننا القومى.   

الجريدة الرسمية