حكاية السعة الكاملة للإستاد!
رغم مرور أكثر من إثنى عشر عاما على انتفاضة يناير ونحو عشر سنوات على انتفاضة يونيو ما زلنا حتى الآن نتفاوض من أجل هدف السعة الكاملة لإستاد القاهرة في مباراة نهائي بطولة أفريقيا بين النادى الأهلي المصري ونادى الوداد المغربي..
بالطبع كلنا ما زلنا نتذكر الأحداث الدامية التى شهدتها ملاعبنا في فترة افتقاد الاستقرار الأمني والسياسي التي تم بعدها منع تواجد الجماهير في الملاعب خشية تكرار ما حدث.. ولذلك احتاج حصول النادى الأهلي على موافقة أمنية لحضور جماهيره بالسعة الكاملة للإستاد مفاوضات واتصالات شاركت فيها وزارات وجهات عديدة.
ومن يتأمل ذلك سوف يخلص إلى حقيقة مهمة جدا وهى أن الإخوان كانوا دوما العقبة أمام تحقيق حياة ديمقراطية سليمة كاملة في البلاد، رغم إنهم استفادوا كثيرا قبل يناير وبعده من آليات الديمقراطية وأبرزها العملية الانتخابية.. فهم الذين مارسوا العنف على مدى تاريخ جماعاتهم سواء قبل 52 أو بعدها..
وبالتالى جعلوا هناك مبررا دائما ومستمرا لاتخاذ إجراءات أمنية احترازية.. وهم اخترقوا أيضا حتى الحركات والتنظيمات المدنية، ومنها أحزاب ونقابات وجمعيات أهلية، وبالتالى زرعوا الشكوك فيها ومنحوا الأمن مبررا للتخوف منها.
وفى المجال الرياضي تحديدا فإن الإخوان لسنوات طويلة عملوا على اختراق الأندية الرياضية وأنشأوا حركات ألتراس لبعض الأندية واستخدموا هذه الحركات لتحقيق أهداف سياسية.. وتورطتً هذه الحركات في أعمال عنف بالملاعب.
وهكذا، عطل الإخوان العودة إلى الحياة الطبيعية بعد استعادة الاستقرار الأمنى والسياسى.. وعطلوا استكمال عملية التحول الديمقراطى.. لأنهم ما زالوا يتربصون بِنَا فإن الحذر الأمني فرض نفسه وجعل الحصول على موافقة أمنية للسعة الكاملة للإستاد يحتاج لمفاوضات استغرقت وقتا ليس بالقصير.
لذلك تأتى هنا أهميةَ الحوار الوطنى الذى بدأ مؤخرًا.. فهو يمكن أن يستعيد أحباء تحالف 30 يونيو مجددا فى مواجهة محاولات الإخوان لاستهدافه بفلول جماعتها في الداخل ومحاربيها في الخارج، خاصة الذين يستخدمون الإعلام.